قبيل أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل ..

خيم التوتر واتسعت رقعة الانفلات الأمني في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية نتيجة تعرض أبراج الكهرباء وأنابيب النفط للاعتداءات التخريبية المستمرة واندلاع الأعمال الاحتجاجية وتنفيذ العصيان المدني الشامل الأمر الذي يُنذر بكارثة قبل أيام قليلة من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في 18 مارس الجاري. وعاشت أجزاء واسعة من المدن خلال اليومين الماضيين في ظلام دامس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وخروج المحطة الغازية عن الخدمة بسبب تواصل الاعتداءات من قبل مجهولين على خطوط الطاقة الكهربائية وتصدير الغاز بمحافظة مأرب. كما شهدت محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية انفلات أمني وأعمال احتجاجية وعصيان مدني يومي السبت والأربعاء تسبب في إغلاق الطرقات الرئيسية والفرعية المؤسسات العامة والخاصة والاعتداء على المنشآت التعليمية وعرقلة حركة السير والمركبات وتعطيل مصالح المواطنين وشل الحياة بشكل عام واجهته قوات الأمن المعززة بالسلاح والعربات المصفحة بمحاولات متكررة لفرض هيبة الدولة وتثبيت الأمن الاستقرار باستخدام الرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص آخرها اليوم الأربعاء الذي سقط فيه قتيلين وأصيب أكثر من ستة أشخاص. وتبادلت العديد من الأطراف السياسية في اليمن شمالاً وجنوباً الاتهامات حول الوقوف وراء استهداف أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وتأزم الأوضاع وتصاعدها بوتيرة عالية خلال الفترة الحالية التي تعتبر الحكومة المسؤولة الأولى عن توفير الحماية للخدمات والمواطنين. وتأتي هذه الأحداث في الوقت الذي قالت حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة أنها فوضت رئيسها والنائب العام ووزيري الدفاع والداخلية بتنفيذ خطة أمنية وفرض اجراءات أمنية مشددة من أجل توفير الحماية الكاملة لأعمال مؤتمر الحوار وايقاف الاعتداءات التخريبية على أنابيب النفط وخطوط الكهرباء وضبط مرتكبيها وتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المضطربة. وبالمقابل قرر الحراك الجنوبي من خلال إصدار البيانات تصعيد أعماله الاحتجاجية في كافة المحافظات الجنوبية للتعبير عن مقاطعته ورفضه لمؤتمر الحوار الوطني والمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية مهما تعرض أنصار للقتل والقمع والحبس، وشهدت عدد من المرافق اعتصامات حقوقية ومطلبية منها ما شهده ميناء المكلا من اعتصام عمال الشحن والتفريغ للمطالبة بتنفيذ تعهدات وزير النقل الدكتور واعد باذيب بشأن حقوقهم المالية والوظيفية الأمر الذي من شأنه تعطيل الحركة الملاحية بالميناء. من جانبهم واصلوا أبناء تهامة من أنصار الحراك التهامي أعمالهم الاحتجاجية للمطالبة بتحقيق أسس الحياة الكريمة والمساواة ورفع الظلم عنهم ووقف نهب الأراضي ومحاسبة وإقالة كل من تورط ووقف خلف أعمال العنف التي تعرضوا لها مؤخراً وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى. وتدور كل هذه الأحداث بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي سيستمر لمدة ستة أشهر ويهدف لمعالجة مختلف القضايا وأبرزها القضية الجنوبية وتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وتشكيل لجنة مهمتها صياغة دستور جديد من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الحكم الرشيد.