ذباحو "داعش" وعناصرها في الموصل ينتحرون ويصابون بالجنون والانهيار

تصاعدت حالات الانتحار والانهيار النفسي والجنون بين عناصر تنظيم "داعش" وذباحيها، في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن شمال العراق، إذ يلجأون إلى التخلص من حياتهم، كخيار أنسب لهم، بدلاً من الموت على أيدي قادة التنظيم أو الندم المفضي إلى الجنون المميت.

وتكاد مشاهد انتحار عناصر تنظيم "داعش" أن تصبح شأناً يومياً في الموصل، مركز محافظة نينوى، التي يسيطر عليها التنظيم منذ العام الماضي، تزامناً مع تقدم القطاعات العسكرية العراقية في ساحات القتال شمالاً وغرباً.

وسرب ناشط محلي من داخل الموصل، لوكالة "سبوتنيك"، معلومات عن تكرار إقدام عناصر بتنظيم "داعش" على الانتحار بشكل يومي، ومنهم اثنان واحد انتحر في منطقة المجموعة الثقافية وآخر في حي البعث، في المدينة.

وأضاف الناشط، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن من بين عناصر تنظيم "داعش"، الذين انتحروا ما بين شنق أنفسهم داخل غرفهم أو قطع معاصم أيديهم، "ذباح" في الموصل عثر عليه مشنوقاً بغرفته.

ويشير الناشط إلى أن حالات الانتحار في صفوف "داعش" باتت شبه يومية، نظراً للوضع النفسي المتردي الذي يمرون به، مع الانتصارات المتتالية التي تحققها القوات العراقية ضد التنظيم، الذي خسر الكثير من مناطق سيطرته في صلاح الدين والأنبار، وإثر قصف طيران التحالف الدولي والعراقي.

وبيّن أن عناصر التنظيم ينامون في شوارع الموصل بأحزمة ناسفة تخوفاً من إعلان ساعة الصفر عليهم من قبل القوات العراقية لتحرير نينوى، كذلك خوفهم من قصف مقراتهم.

ويقول إن بعض عناصر التنظيم أخبروا المواطنين في الموصل "أنهم لا يستطيعون التراجع والعودة إلى ديارهم العربية والأجنبية نادمين، لأن قادة التنظيم توعدوا بقتل كل متراجع، وحصل ذلك للكثيرين".

ولفت إلى أن الكثير من عناصر "داعش" العراقيين حصلوا على إنهاء انتمائهم بالتنظيم مقابل سدادهم مبلغ مالي ضخم قدره 120 ألف دولار أمريكي عن العنصر الواحد، دفعوها إلى القادة، وفروا من الموصل إلى تركيا، والحال مستمر.

وتحدث الناشط عن حالات انهيار نفسي وخلل تصيب أدمغة عناصر التنظيم الذين خاضوا معارك شرسة سواء في صلاح الدين، شمال بغداد، أو في كوباني المدينة السورية الكردية، لا سيما بين أولئك الذين عادوا بعد موت كل زملائهم وأصدقائهم بالتنظيم.

ويصاب عناصر تنظيم "داعش" بحالة فوبيا وهلع من السكان في الموصل، ليس كما دخلوها بادئ الأمر في يونيو/ حزيران العام الماضي، عندما فرضوا سيطرتهم الكاملة بانسحاب مؤلف للقوات الأمنية.

وانتصرت القوات العراقية في مساحات واسعة من محافظات صلاح الدين، وديالى، والأنبار، شمال وشرق وغرب البلاد، ضد التنظيم الذي يواجه خسائر بشرية فادحة بالأرواح والسلاح، في الوقت الذي تواصل فيه قوات البيشمركة الكردية قتالها على أبواب الموصل مع تحضيرات للأقليات لتحرير نينوى بالكامل من سيطرة التنظيم.

ونفذ تنظيم "داعش" مجازر وصفت بالوحشية بحق العراقيين الذين وقعوا ضحايا في المناطق التي هيمن عليها، قتل وهجر منهم مئات الآلاف غالبيتهم من الأقليات الدينية التي يعود تاريخ وجودها في هذه المناطق إلى ما قبل الميلاد وظهور الإسلام.