توافق أممي مع الحملة الأمريكية للحد من نفوذ إيران وأذرعها

أرسلت منظمة الأمم المتحدة رسالة واضحة وحازمة تطالب بوقف حزب الله تدخله في الشأن السوري بما اعتبر أول أعراض قيام منظمة الأمم المتحدة بمتابعة وإدانة قيام قوات تابعة لحزب الله بالقتال إلى جانب قوات الجيش السوري التابع لنظام دمشق دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
 
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “كافة المجموعات والمواطنين اللبنانيين إلى الكف عن التدخل في النزاع السوري”، في تقرير ينشر كل ثلاثة أشهر عن لبنان ويستهدف خصوصا ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران.
 
وقال دبلوماسيون، في مقر المنظمة، إن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بـ”حالة” حزب الله في سوريا، يعني أن الجهد الدولي المقبل سيتناول كأولوية تسليط الضوء على الأنشطة التي تقوم بها ميليشيات حزب الله في سوريا بشكل مستقل عن بقية الميليشيات التابعة لإيران والوافدة من أفغانستان والعراق وباكستان ودول أخرى.
 
وقال غوتيريش، في الوثيقة التي وزعت الجمعة على الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن في ضوء نقاش مقرر الثلاثاء، إن “وجود أسلحة غير مشروعة بأيدي حزب الله يثير قلقا جديا”. وأكد مراقبون أن ما صدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة يمثل اهتماما خاصة للمجتمع الدولي بلبنان وحرصا من قبل العواصم الدولية على دعم بيروت ومؤسساتها على حساب هيمنة ميليشيا حزب الله داخل لبنان.
 
ولفتوا إلى أن إعلان الأمين الأممي العام يأتي بعد ساعات من مؤتمر روما الدولي لدعم الجيش اللبناني، والذي أظهر حرصا دوليا على دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، واعتبار الجيش اللبناني هو الجهة العسكرية الشرعية التي تمثل الدولة اللبنانية في شؤون الدفاع.
 
وتقول معلومات نيويورك إنه يتوقع أن تؤيد الولايات المتحدة هذا الموقف الذي أعلنه غوتيريش المندد بحزب الله، خصوصا وأن واشنطن كانت أطلقت حملة دبلوماسية واسعة للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
 
ولم تربط بعض المصادر بين تصريح الأمين العام للأمم المتحدة والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لمحاصرة حزب الله، لا سيما من خلال مراقبة حثيثة لشبكاته المالية، إلا أنها رأت مع ذلك أن صدور التحذير على لسان غوتيريش يحضر الأرضية لتحول المزاج الأميركي المعادي للميليشيات في لبنان، المتمثلة في حزب الله، إلى مزاج دولي ستسهم فيه أكثر الدول التي أعلنت عن عزمها تقديم الدعم اللوجيستي والتسليحي والمالي للجيش اللبناني في مؤتمر روما.
 
وتكشف مراجع أميركية قريبة من البيت الأبيض أن واشنطن ستنتقل في المرحلة المقبلة إلى مواجهة أكثر وضوحا مع إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، وأن حالة حزب الله وضعت تحت المجهر لدى الغرف الدولية الكبرى كحالة تمثل شواذا عن أي سياق من شأنه إنتاج تسوية في سوريا أو مساعدة لبنان على التمتع بالاستقرار.
 
وقال غوتيريش في تقريره “لم يحرز أي تقدم في نزع أسلحة الجماعات المسلحة”. وأوضح أن “حيازة أسلحة من قبل حزب الله ومجموعات أخرى خارج إطار الدولة لا تزال تحد من قدرة الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها وسلطتها على كافة أراضيها”، مضيفاً أن حزب الله يعترف صراحة بأنه يحتفظ بقدراته العسكرية.
 
ولم يعد ينظر لحزب الله باعتباره حزبا لبنانيا يحمل أجندة داخلية، بل هو ذراع عسكرية تحركها طهران في كافة مواطن النفوذ الإيراني في المنطقة. وبالإضافة إلى الأخطار التي يمثلها الحزب على أمن إسرائيل التي تحرص واشنطن على حمايته، فإن التقارير تحدثت عن أدوار لعبها، ويلعبها، الحزب داخل سوريا كما داخل العراق واليمن، ناهيك عن أدوار أخرى في دول الخليج، لا سيما في الكويت، وأنه بات مطلوبا من الأمم المتحدة أن تتخذ إجراءات وتدابير لوقف العبث الذي يقوم به الحزب ضد أمن واستقرار عدد من دول المنطقة.