الولايات المتحدة والمكسيك وكندا تستضيف كأس العالم 2026 رغم توتر العلاقات

موسكو (رويترز) - أعرب زعيما كندا والمكسيك يوم الأربعاء عن فرحتهما بفوز العرض المشترك أمريكا الشمالية والذي يضم أيضا الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم في 2026 وشددا على مفهوم الوحدة في وقت تسبب فيه الرئيس دونالد ترامب في توتر العلاقات مع جارتيه الشمالية والجنوبية خلال فترة 18 شهرا قضاها في منصبه.
 
وكان ترامب جزءا من سياسة متشددة للولايات المتحدة تجاه الهجرة تطالب بإنشاء جدار يفصلها عن جارتها الجنوبية تدفع تكاليفه المكسيك. وقبل أيام وجه ترامب إهانة إلى جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي بسبب خلافات تجارية بين البلدين.
 
وقال كارلوس كورديرو رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم إن الحفاظ على وحدة الدول الثلاث كان يمثل تحديا أكبر من تأثير تصريحات ترامب.
 
وقال عقب تصويت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (الفيفا) في موسكو قبل يوم من انطلاق كأس العالم يوم الخميس ”إذا توقفت ونظرت ولو للحظة إلى كم التأكيدات والضمانات التي كان يتوجب علينا الحصول عليها من الحكومات الثلاث.
 
”إنها مهمة يصعب إنجازها على بلد واحد فما بالك بثلاث دول مختلفة.
 
”ولهذا فإذا كان هناك مسألة معقدة فهي أن تعمل ثلاث دول معا وهو ما زاد من صعوبة إنجاز الأمور“.
 
وحصل عرض أمريكا الشمالية على 134 صوتا مقابل 65 للمغرب. واختار عضو واحد في الجمعية العمومية عدم التصويت لأي من العرضين.
 
ولجأ ترامب والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو وترودو لتويتر للتعبير عن ردود أفعالهم.
 
وقال ترامب ”الولايات المتحدة بالتعاون مع المكسيك وكندا فازت بتنظيم كأس العالم. خالص التهاني على هذا النجاح بعد العمل الشاق!“.
 
وبث بينا نييتو مقطعا مصورا على تويتر يقول فيه ”كرة القدم تعرف جيدا مدى عمق الوحدة بين الولايات المتحدة مع المكسيك وكندا“.
 
أما ترودو فقد قال للصحفيين في اوتاوا ”إنها فرصة طيبة لنجمع العالم ونظهر مدى التعاون بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة“.
 
وتعهد مسؤولون أن يدر العرض المشترك أرباحا بقيمة 11 مليار دولار للفيفا وهو ما يفوق أي أرقام سابقة.
 
وقال المغرب، الذي فشل الآن في خمس محاولات لاستضافة كأس العالم، إنه سيجني أرباحا قيمتها خمسة مليارات دولار.
 
* استضافة ثلاثية لأول مرة
 
ورغم أنها ستكون أول بطولة تستضيفها ثلاث دول، فإن أغلب المباريات ستقام في الولايات المتحدة.
 
ومن بين 80 مباراة، ستقام عشر مباريات في كندا وعشر في المكسيك و60 في الولايات المتحدة، بينما يقام النهائي باستاد مت لايف في نيوجيرزي وهو ملعب نيويورك جيتس المنافس في دوري كرة القدم الأمريكية.
 
وستكون عشرة ملاعب من إجمالي 16 ملعبا تقام عليها مباريات البطولة في الولايات المتحدة بينما تتوزع الملاعب الستة المتبقية بالتساوي بين كندا والمكسيك.
 
واستضافت الولايات المتحدة كأس العالم من قبل عام 1994 بينما استضافتها المكسيك في 1970 و1986. ولم تستضف كندا من قبل كأس العالم للرجال لكنها نظمت بطولة السيدات في 2015.
 
وقبل ثماني سنوات خسرت الولايات المتحدة عرضا تقدمت به لاستضافة كأس العالم في 2022 التي ستستضيفها قطر.
 
والمرة الأخيرة التي صوت فيها الفيفا على حقوق استضافة كأس العالم كانت في 2010 حيث كان القرار يتخذ عن طريق أعضاء اللجنة التنفيذية القديمة الذين اختاروا روسيا لبطولة 2018 وقطر من أجل 2022.
 
وتم إيقاف العديد من أعضاء هذه اللجنة لاحقا بعد تورطهم في فضيحة الفساد التي عصفت بالاتحاد الدولي عام 2015.
 
ووفق نظام الفيفا الجديد لاختيار الدولة المضيفة، أصبح لكل الاتحادات الأعضاء حق التصويت.
 
وستكون بطولة 2026 الأولى بمشاركة 48 فريقا ارتفاعا من الشكل الحالي للبطولة والمكون من 32 فريقا.
 
وقال اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (الكونكاكاف) ”نشعر بحماس كبير بأن الاتحادات الأعضاء في الفيفا أعطت منطقة الكونكاكاف شرف استضافة كأس العالم 2026 في شكلها الموسع الجديد“.
 
وأضاف ”كل الاستادات 23 في العرض المشترك مبنية بالكامل وتعمل بالفعل، وهو ما سيضمن استخدامها على المدى الطويل بعد كأس العالم 2026“.