تفاصيل الهجوم الأمريكي الذي استهدف إيران في يونيو

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء 28 أغسطس 2019، عن مسؤولين أمريكيين بارزين مطلعين، أن الولايات المتحدة شنت هجوماً سيبرانياً على إيران في أواخر يونيو 2019، مما أسفر عن تعطيل قدرة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني على شن هجمات تستهدف ناقلات النفط.

وقالت الصحيفة إن الضربة السيبرانية جاءت في نفس اليوم الذي ألغى فيه الرئيس دونالد ترامب قرار شن هجمات عسكرية في اللحظة الأخيرة، رداً على إسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار، بحسب ما أورده موقع بيزنس انسايدر الأمريكي. وقال ترامب وقتها إن الضربات لن تكون متناسبة مع إسقاط الطائرة بدون طيار.

وكان ترامب قد ذكر أن ثمة عملية هجوم سيبراني قيد التنفيذ.

وأوضحت "التايمز"، أن الهجوم السيبراني قضى على قاعدة بيانات مهمة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني -وهو قوة شبه عسكرية تعمل بشكل منفصل عن الجيش الإيراني التقليدي- للتخطيط لشن هجمات على ناقلات النفط، وألحق الهجوم الضرر كذلك بقدرة طهران على استهداف حركة الملاحة في الخليج العربي.

وقد ساعدت قاعدة البيانات المشار إليها إيران في اختيار الناقلات التي ستستهدفها وأماكن شن الهجمات.

وألقت إدارة ترامب باللوم على إيران في وقائع الهجمات على ناقلات النفط في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة وسط تصاعد التوترات ذات الصلة ببرنامج طهران النووي، وقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وهو ما أدى إلى تصاعد مخاوف من وقوع حرب.

واستولت إيران أيضاً على ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في خليج عمان في يوليو، وكان ذلك رداً على استيلاء المملكة المتحدة على إحدى ناقلاتها بالقرب من جبل طارق.

وقالت مصادر الصحيفة، إن البيت الأبيض اعتبر أن الهجوم السيبراني كان يعد استجابة أكثر تناسباً من الضربات الجوية بعدما أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار.

وقال براندون فاليريانو، خبير الأمن السيبراني ورئيس الابتكار العسكري في جامعة سلاح مشاة البحرية، إن العملية المذكورة كانت لكبح التصعيد، إذ إنها كانت خطوة اتخذتها أمريكا لتقديم خيارات خارج نطاق شن حرب.

وأضاف فاليريانو: لقد كان هذا الهجوم خياراً يقصينا عن الهجمات التقليدية (...) إنه رد لا يزيد من خطر الحرب.

وبحسب فاليريانو، من خلال العمليات التي تستهدف وتدمر المعلومات وتضر بالاستخبارات، تتمكن الولايات المتحدة من إظهار قدراتها للخصوم والإشارة إلى العواقب المحتملة لأعمال معينة.

وقال فاليريانو، إن أي عملية في هذا الاتجاه يمكن أن تحرض الإيرانيين ليكونوا أكثر حدة حين يتعلق الأمر بأدواتهم في المنطقة، بمعنى أنها تظهر أن الولايات المتحدة على دراية بقدراتهم وعملياتهم الخفية. لكن بما أن التوترات قد تراجعت إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة، لدرجة أن ترامب والرئيس الإيراني يتساهلان مبدئياً مع عن فكرة إجراء محادثات، فلا يبدو أن الهجوم قد أثار أي رد فعل مهم من جانب طهران.