نيويورك تايمز: إسرائيل خططت لضرب إيران عام 2012 دون مراجعة واشنطن

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وزعت تقييماً سرياً، قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، في محاولة للتنبؤ بكيفية رد الفعل الإيراني في حالة تصعيد إدارة الرئيس دونالد ترامب لخططها، موضحة أن نتائج التقييم أوضحت صعود وتمكين للتيارات المتشددة في طهران، وأنها قد تنفذ هجوماً عسكرياً في الخليج أو العراق أو أي مكان في الشرق الأوسط، نقلاً عن مسؤول أمريكي.
 
وذكرت الصحيفة في تقرير مطول أن إسرائيل حاولت ضرب إيران عام 2012، وتحديداً عن طريق استهداف منشأة نووية، وقطعت أجهزتها العسكرية والاستخبارية الوقت اللازم للاستعدادات النهائية.
 
ونجحت واشنطن في معرفة خطط إسرائيل الأحادية، بعدما التقطت أقمار التجسس الأمريكية صوراً لإسرائيل تطلق طائرات استطلاع من دون طيار على إيران، من قاعدة لها في أذربيجان، وتطير جنوباً عبر الحدود الإيرانية، وتلتقط صوراً واسعة للمواقع النووية الإيرانية، حسب إفادات تحدث بها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وأوروبيون للصحيفة.
 
وأعلن البيت الأبيض، آنذاك، قراراً بعدم انضمام الولايات المتحدة للاشتراك في هذه الضربة أو المساعدة فيها؛ لكنه لن يقف في طريق إسرائيل في الوقت ذاته، كما عززت أمريكا من قواتها في الشرق الأوسط تحسباً لوقوع أي رد فعل محتمل من طهران، وفقاً للصحيفة.
 
غير أن توصل أوباما لمعلومات حول تخطيط إسرائيل لشن ضربة عسكرية وعدم دعمها، أدى بمرور الوقت لتراجع الأخيرة عن تنفيذ الضربة، بينما كانت دافعاً لأوباما لتسريع مفاوضاته السرية مع إيران، التي نتج عنها لاحقاً الاتفاق النووي الإيراني.
 
كان التسريع نحو المفاوضات مع إيران «بشكل سري» دون معرفة إسرائيل، والتي عرفت بها الأخيرة بواسطة جهاز مخابراتها الذي توصل لمعلومات حول التفاوض السري، وأبلغها لنتنياهو، وهو ما كان سبباً في غضب إسرائيلي من إدارة أوباما، بحسب مسؤولين شاركوا في هذه المفاوضات السرية.
 
ونقل التقرير عن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية، أن الحكومة الأمريكية كانت تلتقي مع مسؤولين إسرائيليين في اجتماعات مشفرة، للحديث حول أنشطة إيران النووية، كاشفاً أن محطة فوردو النووية الإيرانية، التي تستخدمها طهران في تخصيب اليورانيوم، اكتشف وجودها مصدر يعمل لدى المخابرات البريطانية، والذي مرر بدوره تفاصيل أولية عن المصنع إلى وكالات التجسس الأمريكية والإسرائيلية.
 
وتُعد محطة فوردو أصغر من أن تنتج كميات قابلة للاستخدام من الوقود النووي المدني، مما يجعل من المحتمل أنه تم إنشاؤها فقط للدفع نحو سلاح نووي، على عكس مصنع نطنز، كما تقول الصحيفة.
 
ولدى إيران موقعان كبيران لتخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو. ويقع أغلب موقع نطنز تحت الأرض، وفوردو مدفون في قلب جبل، ويعتقد على نطاق واسع أن ذلك يحميهما من القصف الجوي.