تصعيد على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل ينذر بحرب واسعة

قال الجيش الإسرائيلي إن العديد من الصواريخ أطلقت من غزة باتجاه بلاده. وكان نفس المصدر قد أعلن أنه تم إطلاق صفارات الإنذار في مدن بوسط إسرائيل تحذيرا من هجمات صاروخية، انطلاقا من غزة. وجاء ذلك بعد مقتل قائد من حركة الجهاد الإسلامي وزوجته في القطاع في غارة إسرائيلية على منزله فجر الثلاثاء. وتشهد الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل تصعيدا كبيرا ومخاوف من جولة عنف جديدة تنهي اتفاق هدنة بينهما، قادته الأمم المتحدة.
 
قتل الجيش الإسرائيلي قياديا في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غارة على منزله في قطاع غزة فجر الثلاثاء، ما أدى إلى تصعيد على جانبي الحدود ومخاوف من جولة عنف جديدة.
 
وبحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أدى هذا التصعيد إلى مقتل خمسة فلسطينيين بينهم القيادي بهاء أبو العطا وإصابة 30 فلسطينيا بجروح مختلفة.
 
استهداف قيادي في دمشق
 
وفي تطور منفصل في دمشق، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزل قيادي آخر في حركة الجهاد الإسلامي في منطقة المزة، ما أدى إلى مقتل ابنه وشخص آخر. ولم تعلق إسرائيل على هذه الضربة.
 
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي استهداف أحد قيادييها أكرم العجوري في دمشق، محملة "العدو كامل المسؤولية" عن مقتله.
 
ونقلت وكالة أنباء "سانا" السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله "في تمام الساعة 4,14 من فجر اليوم الثلاثاء... قامت طائرات حربية إسرائيلية من فوق الجليل المحتل بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة دمشق". وأشارت إلى أن صاروخين "أصابا منزل القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني أكرم العجوري في حي المزة الغربية".
 
وأدى ذلك إلى مقتل شخصين أحدهما ابن أكرم العجوري، معاذ، وإصابة عشرة أشخاص بجروح.
 
إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي تؤكدان مقتل أبو العطا
 
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان مقتل القيادي أبو العطا (41 عاما) في منطقة الشجاعية في شرق مدينة غزة. وقالت إن زوجته أسماء أبو العطا (39 عاما) قتلت أيضا في الضربة.
 
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إن عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (شين بيت) استهدفت "مبنى في قطاع غزة كان يقيم فيه القيادي الكبير في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بهاء أبو العطا".
 
وتابع البيان أن أبو العطا "كان مسؤولا عن عمليات إرهابية عدة، وعن إطلاق صواريخ على دولة إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، وكان يحضر لهجمات" أخرى.
 
وأضاف أن أبو العطا مسؤول عن هجمات صاروخية استهدفت مهرجانا موسيقيا في مدينة سديروت في آب/أغسطس، وعن هجمات صاروخية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.
 
واتهمته أيضا بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات قنص واستخدام طائرات مسيرة.
 
ووصف الجيش الإسرائيلي في بيانه أبو العطا بـ"القنبلة الموقوتة"، مضيفا أن أبو العطا كان يعد "لتنفيذ فوري لعمليات تخريبية ضد مواطني إسرائيل وجنود الجيش".
 
ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "الحكومة الأمنية" وافقت على العملية.
 
إطلاق صواريخ من قطاع غزة
 
وبعد الغارة، أُطلق "عدد كبير" من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، ودوت صفارات الإنذار في أجزاء من إسرائيل، وفق الجيش الإسرائيلي. وتسبب القصف في إصابة 39 إسرائيليا، بحسب جهاز الإسعاف الإسرائيلي.
 
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عنصرين من حركة الجهاد كانا يطلقان الصواريخ في اتجاه إسرائيل ويشكلان "تهديدا فوريا".
 
وأكدت وزارة الصحة مقتل الفلسطيني محمد عطية حمودة (20 عاما) من مدينة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة في غارة إسرائيلية جديدة وإصابة 30 فلسطينيا بجروح مختلفة منذ بدء العملية الإسرائيلية.
 
استنفار إسرائيلي والاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف التصعيد
 
وكان المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس قال لصحافيين "نستعد لأيام عدة من المواجهات".
 
وأغلقت المدارس في كل من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها في تل أبيب.
 
وطلب الجيش من الموظفين "غير الأساسيين" في تل أبيب ووسط إسرائيل البقاء في منازلهم، وكذلك المقيمين في المنطقة الحدودية مع غزة، كما حظر التجمعات العامة.
 
ومن جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل "سريع وتام"، "حفاظا على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين".
 
رفع الجهوزية
 
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد الإسلامي، "رفع حالة الجهوزية".
 
ودانت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
 
وحملت الرئاسة الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في القطاع"، وطالبت المجتمع الدولي بإلزام الحكومة الإسرائيلية بـ"وقف العدوان فورا وضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده".
 
وتثير التطورات في غزة مخاوف من احتمال حصول تصعيد خطير بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة. وحركة الجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر الفصائل المسلحة في غزة بعد حماس.
 
وأعلنت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" في بيان أن الغرفة "في حالة استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل مزيد من الرد المناسب على هذه الجريمة".
 
"نتانياهو سيدفع الثمن"
 
وصرح عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة له خلال تشييع أبو العطا "ستبقى معركتنا مع الاحتلال مفتوحة على كل الاحتمالات ولن نسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك".
 
وتابع "لا خيار أمامنا سوى المواجهة ولا حسابات ستمنع الجهاد من مواصلة الرد على جريمة اغتيال بهاء أبو العطا ومحاولة اغتيال الأخ المجاهد أكرم العجوري".
 
وتوعد بأن نتانياهو "سيدفع ثمنا غاليا لجريمته" في غزة ودمشق"، مشيرا إلى أن "سرايا القدس ليست وحدها في المعركة"، وأن "كل فصائل المقاومة في خندق واحد".
 
ويأتي ذلك في وقت حساس سياسيا بالنسبة لإسرائيل. فعقب الانتخابات النيابية في 17 أيلول/سبتمبر التي لم تؤد إلى أغلبية كافية لحزب معين تمكنه من تشكيل حكومة، حاول نتانياهو تشكيل ائتلاف، ولكنه تخلى عن محاولاته في 21 تشرين الأول/أكتوبر، في ثاني إخفاق له هذا العام. وكلف منافسه بيني غانتس تشكيل الحكومة.
 
واستهدفت إسرائيل من قبل قياديين فلسطينيين آخرين في قطاع غزة أو في الخارج، بينهم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس.
 
وشهد قطاع غزة ثلاث حروب بين إسرائيل وحركة حماس منذ العام 2008. وتم التوصل مؤخرا إلى اتفاق هدنة برعاية الأمم المتحدة ووساطتين مصرية وقطرية بين الطرفين ينص على وقف إطلاق الصواريخ من غزة مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي القائم على القطاع.