مليشيا الحوثي.. سرطان الإجرام يستشري شرقاً

جُل ما تستطيع أن تقوم به جماعات مليشاوية رضعت التمرُّد والتخريب منذ نعوهة أظافرها، هو ممارسة التفجير والتهجير والاختطاف والاعتقال والتنكيل والتضليل، وصنائعها خير شاهد على ما اقترفت يداها.

وفي أحدث تفاصيل جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة إيرانياً، شهدها شرقي اليمن، أقدمت عناصرها على تفجير مدرسة "آل مثنى"، في مديرية مجزر، لتعد ثاني جريمة خلال خمسة أيام، بعد أن فجرت مدرسة "آل صلاح"، في السادس من مارس/ آذار الجاري.

كما اختطفت معلمين اثنين وسط تحذيرات من استهداف العملية التعليمية بالمديرية.

المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين، يحيى اليناعي، أكد "أن الميليشيا الحوثية فجرت مدرستين من مدارس مديرية مجزر، هما مدرستا آل صلاح وآل مثنى، وذلك أثناء هجومها قبل أسابيع على المديرية".

وقال اليناعي، في تغريدات على حسابه الرسمي في شبكة التواصل "تويتر"، الأربعاء، "إن الميليشيا اختطفت المعلمين يحيى قائد، وطارق الجابري، كما هجَّرت وشرَّدت عددا من المعلمين في المديرية".

ووفقاً لـ"ليناعي"، استبدلت الميليشيا معلمين سابقين، بعناصر حوثية، تقوم بتحريض الطلبة على العنف والانخراط في القتال، إضافة إلى تخصيصها يومين في الأسبوع للتعبئة الثقافية في صفوف المعلمين والطلاب بما يخدم أجندة الحوثي وفكر الميليشيا.

وتسخر ميليشيا الحوثي، العملية التعليمية لخدمة مشروعها الطائفي والعقائدي، وفرضها على المدارس الحكومية والاهلية بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، إقامة أنشطة وفعاليات طائفية، فضلا عن ذلك غزوها قاعات الجامعات الحكومية والخاصة، تهدف إلى غرس أفكار طائفية في عقول الطلبة والمعلمين، ضمن مساعي حوثنة العملية التعليمية.

نقابة المعلمين اليمنيين، حذرت في وقت سابق، من استمرار مليشيا الحوثي بعملية تجريف القطاع التعليمي بشكل يعمل على "تحويل المدارس إلى محاضن وحسينيات إيرانية تعلم الطائفية وتعبئ الصغار لتحشدهم لجبهات القتال".

إخفاء وإعدام

إلى ذلك قالت مصادر إعلامية، إن أكثر من 1500 معلم ومعلمة لقوا حتفهم على يد عناصر حوثية، فيما أصيب ما يقارب من 2400 عامل في القطاع التعليمي منذ سيطرتها على البلاد في سبتمبر 2014م.

وعن حالات الإخفاء القسري للمعلمين، وثَّقت النقابة 32 حالة اختفاء، اختطفتهم الميليشيا من منازلهم ومدارسهم ولم يشاهد أي فرد منهم بعد ذلك، كما لم تتلق عائلاتهم أي إجابة من الحوثيين بشأن مصيرهم.

توثيق وتحقيق

وضمن جرائم مليشيا الحوثي في محافظة الجوف، الحدودية مع محافظة مأرب، شهد القطاع الصحي سلسلة جرائم، خلال الأسبوع المنصرم.

وكشف بيان صادر عن مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الجوف، الجمعة المنصرمة، عن قيام الميليشيا بإحراق سكن الأطباء بهيئة مستشفى الجوف، ونهب مخازن مكتب الصحة والمستشفى والعبث بمحتوياته، وإغلاق مستشفى الحزم، وتحويل المباني الصحية إلى ثكنة عسكرية.

وحمَّل البيان، مليشيا الحوثي، كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات، مشيراً إلى أن إغلاق المرافق الصحية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية يهدد حياة المدنيين لا سيما النساء والأطفال وكبار السن.

ودعا البيان، المنظمات الدولية إلى توثيق هذه الجرائم وإدانتها، والتحقيق فيها، مطالباً بإجراءات كفيلة بحماية المنشآت الصحية من انتهاكات مليشيا الحوثي.

مصدر مسؤول بالمحافظة، هو الآخر أفصح عن إقدام ميليشيا الحوثى، على عمليتي إعدام طالت طبيبين فى مدينة الحزم، عاصمة المحافظة.

من جانبها، تحدثت تقارير حقوقية، عن جرائم وانتهاكات يرتكبها الحوثيون، لا سيما فى مدينة الحزم، تضمنت اختطافات طالت عشرات المدنيين، وتفجير منازل، والسطو على ممتلكات عامة، واحتجاز الأهالى كدروع بشرية.

وتواصل مليشيا الحوثي ارتكاب جرائمها، في ظل صمت المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة الدولية التي لطالما ساد الصمت أزقة مصالحها التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإطالة أمد الحرب في اليمن، ومنح مليشيا الحوثي ضوءاً أخضر بالمضي قدماً في جرائمها.