كم من أغبري في السجون والأقبية؟!

رحم الله المغدور به #عبدالله_الأغبري، الذي هزت جريمة قتله اليمنيين جميعاً.

ما كان لليمنيين عهد بهذا الإجرام...
ضرب حتى الموت!

أي قلب يملكه من يضرب كلباً أو قطاً حتى الموت؟!
فكيف بمن يضرب إنساناً حتى الموت؟!

تصوروا الوحوش البشرية تنوشه من كل جهة وهو عديم الحيلة، خائر القوى، واهن الجسد، وهم يتلذذون بعملهم في لحظة سادية مكثفة!

تصوروا هول المعاناة التي مرت عليه قبل أن يخلصه الموت من مخالب هؤلاء المجرمين؟!

تصوروا أن يكون الموت أرحم قلباً من أكفهم وأقدامهم المجرمة!

لكن دعونا نطرح تساؤلات أخرى من قبيل:

ماذا لو دخلت الكاميرا السجون في صنعاء وغيرها؟!

كم عدد الذين خرجوا أمواتاً من دهاليز الموت هذه؟!

كم هو حجم معاناة الذين استمروا تحت التعذيب سنوات طويلة قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة؟!

ماذا لو استيقظ ضمير أحد ضباط الأمن الوقائي أو غيره وانشقَّ بآلاف الوثائق والصور التي توثق عمليات الشوي وإطفاء أعقاب السجائر في العيون والآذان، والضرب بالحديد والآلات الحادة، وإذابة أجساد المعذَّبين بالأحماض، وكتم الأنفاس بالماء، والطعن بالخناجر والسكاكين وفقأ العيون، وقطع الآذان واللسان، وجدع الأنف، ونتف الأظافر، والضرب المتوالي حتى الموت؟!

تصوروا...!
كم من عبدالله الأغبري يموت بشكل بطيء في سجون المليشيات دون ضجيج؟!

آلاف المعذبين كانوا لحظة تعذيب عبدالله يذوقون ما ذاقه بعيداً عن العيون والآذان!

ماذا لو بقي الذين خرجوا موتى من سجون المليشيات ليرووا لنا فصولاً مرعبة من حياتهم داخل تلك السجون؟!

ماذا لو عاش الحشيبري الذي خرج ميتاً من سجن في الحديدة، وعادل سالم من سجن في إب والحميقاني من البيضاء وجهلان من عمران ومجلي عبدالله حسين من سجن في صعدة وأحمد صالح حسين من سجن في صنعاء، وغيرهم كثير.
ماذا لو...؟

إن مصيبتنا في خراب الإنسان أعظم من مصيبتنا في خراب البنيان.

سنعيد بالتأكيد ما دمرته الحرب من بناء، لكن كم سنحتاج لكي نعيد بناء ما تهدم داخل هذا الإنسان الذي تحول إلى جلاد داخل السجن وخارجه؟!

رحم الله عبدالله الأغبري.

رحم الله ضحايا التعذيب في سجون المليشيات.

والعار للقتلة المجرمين...

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك