أسرار كورونا تتكشف.. وفضيحة الصينيين بدأت من ووهان

عام على ظهور فيروس كورونا المستجد الذي بدأ من مدينة ووهان الصينية بحسب دراسة نشرتها مجلة لانسيت الطبية، حيث تشير الدلائل والوثائق إلى سوء تعامل السلطات الصينية مع انتشار الفيروس منذ بدايته.

ها التعامل السيء تسبب في انتشار الفيروس  في جميع أنحاء العالم سجلت ملايين الأصابات، وبلغت أعداد الوفيات بسببه تقترب من المليوني وفاة.

الصين دافعت أكثر من مرة عن طريقة تعاملها مع جائحة كورونا، وقالت إنها مارست أفضل البروتوكولات الطبية لمنع الانتشار، وكانت شفافة في نقل المعلومات حول أرقام الإصابات وطبيعة المرض.

الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وبعد نحو شهرين من انتشار الفيروس في ووهان، خرج في خطاب يعرب عن تعازيه لمن ماتوا، ويلقي التحية على أفراد الجهاز الطبي في ووهان، الذين يكافحون لاحتواء الفيروس.

وفي اليوم ذاته الذي ألقى فيه بينغ خطابه في العاشر من فبراير، أعلنت السلطات الصينية رسميا عن تسجيل 2478 حالة جديدة، ما يعني ارتفاع أعداد الإصابات لأكثر من 40 ألف، ولكن وثيقة "سرية" كشفت أن السلطات سجلت أكثر من 5900 حالة في مقاطعة هوباي لوحدها في هذا اليوم، وفق تحقيق نشرته شبكة "سي إن إن"، والذي ترصد فيها جائحة كورونا منذ البداية.

يعتقد أن سوق ووهان كان مصدر فيروس كورونا

هذا التعارض في الأرقام أرجعه خبراء إلى مزيد من الاختلال الوظيفي، إذ كان المسؤولون يريدون الإفصاح عن أرقام أقل من الحقيقة، وقمع أية أخبار سيئة لا يريدونها.

وأشارت "سي إن إن" إلى أنها اعتمدت في معلوماتها على ما وصفته أكبر تسريب لتقارير ووثائق من 117 صفحة، تم تسريبها من السلطات في مقاطعة هوبي.

الوثائق الصينية، تكشف زيف الأرقام التي كانت تعلن عنها السلطات، وأنها أرادت التقليل من حجم انتشار الفيروس الحقيقي الذي تجاوز بكثير الأرقام المعلنة، وربما تصل إلى 20 ضعف، إذ كانت السلطات تبلغ عن تفشي الإنفلونزا بأعداد كبيرة في حينها.

المثير في الوثائق أنها لا تكشف التلاعب في الأرقام فقط، إذ أن البروتوكولات والاختبارات التي استخدمتها لرصد وتحديد الإصابات لم تكن صحيحة أيضا، حيث كانت توجه الكوادر الطبية إلى أن فترة الحضانة للمرض هي 23 يوما.

يانتشونغ هوانغ، باحث في مجلس العلاقات الخارجية ومتخصص شؤون الصحة العامة، قال إنه من الواضح أن ارتكاب الأخطاء لم يكن يتعلق فقط بالتعامل مع انتشار الفيروس والأرقام، إنما كان هناك أخطاء بيروقرواطية ذات دوافع سياسية.

وأظهرت وثيقة أن المسؤولين اكتشفوا أن الاختبارات التي يستخدمونها والتي كانت مخصصة لاكتشاف السارس، لم تكن فعالة وكانت تعطي نتائج سلبية دائما، وتم بعدها اعتماد إجراء الفحوصات التي تعتمد على كشف الحمض النووي.

محطات لن تنسى في جائحة كورونافيروس كورونا تسبب في وفاة نحو 1.5 مليون شخصا

ورغم التخبط في الأرقام وعدم دقة المعلومات التي قدمتها الصين للعالم، إلا أنها ما زالت تصر على أن اكتشاف الفيروس تم في مدينة ووهان، ولكنه لم ينشأ هناك، ونشأ خارج الصين، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان.

وفي وقت تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الإصابات الأولى ظهرت في ديسمبر 2019 في ووهان، انتظرت بكين حتى 23 يناير لفرض حجر صحي على المدينة الواقعة في وسط البلاد، بعيد اعترافها بأن الفيروس ينتقل بين البشر.

التهاب رئوي غامض في ووهان

في هذا الوقت، وجد أطباء في ووهان متهمون بـ"نشر شائعات"، أنفسهم في مركز للشرطة بسبب حديث دار بينهم عن ظهور فيروس غامض، وفق وكالة فرانس برس.

وسجلت أولى وفاة رسمية بالمرض خارج الصين في 15 فبراير، وهي لسائح الصيني كان في مستشفى في فرنسا. 

الفيروس يصل أوروبا هذا ما كنا نعرفه عن كورونا بنهاية يناير 2020

في  6 مارس، تخطلى عدد الإصابات في العالم 100 ألف حالة. وفرضت إيطاليا، أول بلد أوروبي ظهر فيه الوباء، عزلا على شمال البلاد، امتد لاحقا إلى كل أراضيها. 

في 11 مارس، صنفت منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 وباء. تراجعت البورصات إثر ذلك وبدأت الحكومات والمصارف المركزية بالإعلان عن أولى التدابير الهائلة لدعم الاقتصاد. 

في 16 مارس، دعت ألمانيا سكانها إلى "البقاء في البيوت"، فيما حضت بريطانيا سكانها على تفادي أي "تواصل اجتماعي". بدأت فرنسا الإغلاق في 17 مارس، فيما أغلق الاتحاد الأوروبي حدوده الخارجية. 

وفي مارس، بعدما أرجئت ألعاب طوكيو الأولمبية التي كانت مقررة في يوليو 2020 إلى العام المقبل حذرت منظمة الصحة العالمية من وباء يشكل "تهديدا على الإنسانية جمعاء".

نصف البشرية في العزلمطار جي اف كينيدي منتصف مارس الماضي حيث أصبحت نيويورك من أكبر بؤر كورونا في العالم

اتخذت تدابير إغلاق في كل أنحاء العالم. في 2 أبريل، كان نحو أربعة مليارات شخص، أي نصف عدد سكان الأرض، مدعوون للبقاء في بيوتهم أو مرغمين على ذلك، بحسب تعداد لفرانس برس. 

وتخطى عدد الإصابات المليون. 

الاقتصاد للأسوأ 

في 29 أبريل، سرحت شركة تصنيع الطيارات الأميركية بوينغ 16 ألف موظف. 

قطاعات أخرى عديدة أعلنت عن تسريح عدد كبير من موظفيها، من النقل الجوي، إلى قطاع تصنيع السيارات والسياحة وتجارة التجزئة. 

الكمامات الكمامات الواقية السلاح الأول لمحاربة انتشار كورونا

دفع ارتفاع عدد الإصابات العديد من الدول الأوروبية إلى فرض وضع الكمامة في وسائل النقل العام والطرقات والمدارس والشركات. 

وأواخر الصيف، خرجت تظاهرات مناهضة للكمامات ضمت مئات الأشخاص في برلين ولندن وباريس وروما. 

موجة ثانية

تخطى عدد الوفيات المليون في العالم في 28 سبتمبر. في أوروبا، عاود عدد الإصابات الارتفاع في أكتوبر. فرضت دول أوروبية عديدة من جديدة إغلاقا وحظر تجول. 

وتواجه الولايات المتحدة حيث اتخذت مكافحة الوباء طابعا سياسي في خضم حملة الانتخابات الرئاسية، أيضاىتسارعا جديدا لتفشي الجائحة. 

أمل في اللقاحالمستشفيات البريطانية ستتسلم لقاح كورونا بحلول السابع من ديسمبر

في 9 من نوفمبر، أعلنت شركة فايزر المتحالفة مع مختبر بيونتيك الألماني عن نتائج إيجابية للقاحها في وقت تخطى فيه عدد الإصابات الرسمية في العالم 50 مليوناً. 

إعلان مماثل خرج لاحقا عن شركة موردينا الأميركية للتكنولوجيا الحيوية. 

وتأمل الولايات المتحدة بدء حملة تلقيح السكان أواخر العام، وأوروبا مطلع عام 2021.