في ذكراه الثانية.. مجازر حوثية بحق المدنيين تحت غطاء استكهولم الهش

شهدت محافظة الحديدة سقوط أعلى حصيلة للضحايا المدنيين منذ توقيع اتفاق ستوكهولم مقارنةً بالمحافظات الأخرى، حيث سقط في محافظة الحديدة ربع إجمالي الضحايا المدنيين الذين قتلوا خلال العام 2020.

وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار في المحافظة ومينائها يُعتبر بنداً جوهرياً وأساسياً للاتفاق، إلا أن الحُديدة قد شهدت وقوع نحو 3000 ضحية من المدنيين منذ توقيع اتفاقية ستوكهولم في العام 2018.

تستمرُ العائلات بالنزوح هرباً من الموت، حيث إن حوالى ثلاثة ملايين شخص شُرّدوا من منازلهم في جميع أنحاء البلاد حتى الآن، ويشكل النازحون من محافظات حجة والحديدة والضالع نصف هذا العدد.

وأكد مراقبون أن الحديدة لا تزال أقل المحافظات اليمنية أمناً بالنسبة للمدنيين مع تصاعد الخروقات الحوثية والانتهاكات بحق المدنيين من قصف لمنازلهم واسواقهم وتفخيخ طرقاتهم العامة ومزارعم وسقوط المئات من الضحايا.

ويثبت سجل المجازر الدموية القاتمة للحوثيين على مدار العام، مساعي وأد المليشيا الحوثية لجهود السلام، فبحسب تقارير أممية فإن تصعيد الحوثيين للقتال في الحديدة، أدى إلى أكبر عدد من الضحايا المدنيين خصوصاً الأطفال.

وشهدت الحديدة، أكثر من أي محافظة يمنية أخرى، سقوط ضحايا مدنيين، بمعدل أكثر من الثلث، بنحو 201 مدني قتلى وجرحى، حيث أودى الهجوم على التجمعات فقط بأكثر من 58 ضحية فيما شملت أعمال القنص الحوثية مقتل وإصابة 16 من الأطفال والنساء.

وسجلت تقارير ميدانية 456 حادثة عنف مسلح أثرت بشكل مباشر على المدنيين، وعرضت 252 منزلا مدنيا للتدمير الكلي والجزئي وقيد قدرة الوصول إلى 9620 أسرة تعيش في حيس، وتسبب بحرمان الآلاف من 4 مراكز صحية تعرضت للهجوم بواسطة القذائف المحظورة.

وفي 31 مايو، ساهم هجوم حوثي بالقذائف المدفعية على تجمع للمواطنين في حي الزهور في مديرية الحالي، القريبة من نقاط التماس شرقي مدينة الحديدة، في سقوط 18 مدنيا بينهم 15 طفلا بين قتلى وجرحى.

ورصد مشـروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في الربع الثاني، أعلى نسبة من ضحايا الألغام الأرضية في الحديدة، بلغت 18 ضحية إثر انفجارات الألغام وبقايا مخلفات مليشيا الحوثي، كانت غالبيتها بمركبات مدنية، مما قيد حرية حركة المدنيين على طول الطرق.

أما الربع الثالث من العام، فتضاعف عدد القتلى والجرحى من النساء والأطفال في حوادث قناصة مليشيا الحوثي بنسبة 3 مرات، فمن بين 527 مدنيا من إجمالي عدد الضحايا، سقط 31 من النساء والأطفال إثر قناصة مليشيا الحوثي.

وسجلت الحديدة، ثاني أكبر حصيلة للضحايا المدنيين في الربع الثالث من العام 2020، بـ76 ضحية، سقط 60% منهم بسبب قذائف الهاون الحوثية ذات الشظايا المميتة.

وطبقا للتقارير، فقد تمثلت أبرز أعمال العنف في هذا الربع، في هدم الأعيان المدنية بالعبوات الناسفة في محاكاة لأعمال تنظيم داعش الإرهابي.

وكان أبرزها تفجير مدرسة "بيت مغاري" في حيس الساخنة أقصى جنوب الحديدة، وحرمان أطفال 1000 أسرة من الحصول على حق التعليم.

ولم يكتف الحوثيون بهذا القدر من السجل الدموي في التسعة الأشهر الأولى، حيث حصدت مجازر جماعية للمليشيات في الـ10 أيام الأخيرة أكثر من 60 مدنيا قتلى وجرحى بين الحديدة وتعز.

ووفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية، فإن شهر أكتوبر / تشرين الأول كان أكثر الشهور دموية بالنسبة للمدنيين خصوصا الأطفال وضحايا الأسر الواحدة بزيادة قدرها 55٪ مقارنة بالمعدل الشهري في عام 2020.

وبحسب مشروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين في اليمن المدعوم من الأمم المتحدة، فإن ضحايا الإرهاب الحوثي في شهر أكتوبر/تشرين الأول تجاوزوا 228 ضحية على مستوى البلاد، أكثر من نصفهم في مجازر جماعية ارتكبها الحوثيون في محافظتي الحديدة وتعز تحت غطاء سلام ستوكهولم الهش.

وفي 3 ديسمبر/كانون الأول، أودى قصف صاروخي لمليشيا الحوثي على مجمع "إخوان ثابت" في محافظة الحديدة بحياة 10 من العاملين في المجموعة التجارية والصناعية، ولا يزال 6 جرحى يتلقون العلاج، اثنان منهم حالتهما لا تزال حرجة.

واتفقت الحكومة مع مليشيات الحوثية في 13 ديسمبر 2018 على وقف إطلاق النار في الحديدة في اتفاق سمي باستكهولم نسبة إلى المدينة التي استضافت المشاورات بين الطرفين.