مع تدفق عشرات الملايين.. خلافات المليشيا تفرز مسؤولاً جديداً محسوباً على جناح صعدة في الضالع

بينما تعصف خلافات بينية بقيادات المليشيا الحوثية في جبهة الضالع (جنوبي اليمن)، حظي القيادي المدعو "داؤود النهام" برعاية كاملة من جناح صعدة، على حساب الجناح المناوئ لها من ذات الجماعة.

مصار مطلعة أكدت لوكالة "خبر"، أن المدعو "داؤود النهام" الذي ينحدر من ذات السلالة والمعيَّن لديها مدير عام مديرية قعطبة حظي، مؤخراً، بدعم واهتمام قيادة "جناح صعدة"، وأولته اهتماما مباشرا، على حساب "جناح الشامي"، علاوة على وضعها تحت امرته العشرات من عناصرها الذين تلقوا دورات استخباراتية وعقائدية في صنعاء وصعدة، وإخضاعهم لعدد من الدورات العسكرية.

المصادر أفادت، أن المليشيا كانت تعده منذ أكثر من عامين بعد أن وجدت فيه عنصرا مخلصا لها حتى على اقرب الناس له، بعكس آخرين من أبناء سلالتها، فضلا عن تسريب معلومات تؤكد استغناءها عن خدمات الكثير من قياداتها الذين لا ينحدرون من نفس سلالتها بينهم المدعو "ابو الحسن القحيف"، والمعين لديها مسؤولا لما يسمى بـ"جهاز الأمن الوقائي".

الخلافات الحوثية طفت على السطح بعد انقسام ولاءات قياداتها بين جناحي صعدة والشامي، خصوصا والمدعو "القحيف" من القيادات المحسوبة على جناح "يحيى الشامي"، والأخير لقي حتفه في صنعاء، الأسابيع الماضية، وسط ظروف غامضة، وينحدر من مديرية السدة، بمحافظة إب، على الحد الشمالي لمديرية قعطبة التي تتبع إداريا محافظة الضالع.

زادت صلاحيات المدعو "النهام" بعد تحشيده العامين الماضيين العشرات من أبناء قبيلته في عزلة "الوحج"، جنوبي مخلاف العود، على المحور الغربي لمديرية قعطبة، علاوة على آخرين من أبناء العائلات السلالية الأخرى والمغرر بهم الذين تستغل أوضاعهم الاقتصادية.

وكشفت المصادر أن "النهام" استغل نفوذه ودعمه المباشر ليقوم بحملة جبايات مستمرة بحجة "دعم الجبهات، مجهود حربي، الزكاة، ضرائب.. الخ"، يتم توزيعها إلى ثلاث حصص، احداها لقيادات المليشيا العليا، واخرى له شخصيا، والأخيرة لدعم عناصر المليشيا المتمركزين على تخوم الفاخر وصبيرة وبيت الشرجي وباب غلق، بمديرية قعطبة.

في السياق، كشفت مصادر مطابقة لـ"خبر"، عن تلقي "النهام" دعما ماليا كبيرة من أبناء قبيلته وآخرين من المغتربين في أمريكا وعدد من دول الخليج معظمهم في البحرين بلغت عشرات الملايين.

وخلال الثلاثة الأعوام الأخيرة زادت وتيرة الخلافات بين قيادات المليشيا في محافظتي الضالع وإب، بعد ان سعى جناح صعدة إلى تقليم نفوذ القيادي الابرز لدى المليشيا اللواء "يحيى الشامي"، زادت تلك التباينات احتداما عقب وفاته وسط ظروف غامضة في رمضان الماضي، واتهام المليشيا مباشرة بتصفيته هو ونجله "زكريا"، وعدد آخر من قياداتها.

وكان أحد أذرع جناح الشامي في الضالع، المدعو "النهام"، إلا أنه تمرّد مؤخرا، وانضم إلى جناح صعدة، في انقلاب ابيض على الأول بعد تلقيه دعما ووعودا كبيرة بتقليده مهام أكبر من شأنها تفكيك أجنحة الشامي التي أصبحت تتهالك بشدة منذ وفاته.

يذكر أن النهام كان من القيادات المدللة لدى الشامي، وساعده في الوصول إلى كلية الشرطة والعمل في عدة مرافق حكومية حساسة بينها مطار صنعاء الدولي.