صور أشبه بخلايا نمل.. جيش من الأسرى مستسلماً في تيغراي
لا شك أن الحرب في إثيوبيا دخلت مرحلة جديدة قبل يومين مع سقوط إقليم تيغراي. فقد دُهش العالم الأسبوع الماضي لمرأى المقاتلين المتمردين يستعيدون ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي الذي دمرته الحرب في أقصى شمال إثيوبيا، فيما أطلق قادتهم تصريحات طنانة واحتفل مؤيدوهم بعودتهم في الشوارع.
ولعل المفاجأة الأقوى أتت عبر انتشار صور كالنار في الهشيم لآلاف الجنود الإثيوبيين الموالين للحكومة المركزية، أسرى في أيدي المتمردين.
جيش من الأسرىوأظهرت الصور التي بثتها وكالات عالمية "جيشا من الأسرى"، أشبه بخلايا نمل منتشرة في الإقليم بعد أشهر من القتال الذي لم يؤد إلا إلى مفاقمة الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وزعزعة الأمن في منطقة حساسة من ناحية التركيبة العرقية، في تحد قاتل لرئيس الحكومة الإثيوبية، الحائز على جائزة نوبل للسلام، لدوره في استقرار البلاد وتوحيدها بعد صراعات عرقية لسنوات.
في المقابل، أكد قائد "جبهة تحرير تيغراي" دبرسيون جبرميكائيل، أن مستقبل الإقليم كجزء من إثيوبيا "أصبح موضع شك".
كما وصف في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" آبي أحمد بـ"المتهور وعديم الخبرة"، معتبرا أنه تجاوز حدوده.
إلى ذلك، كشف مقتل 18 ألف جندي من القوات الحكومية الإثيوبية خلال المعارك، بينما انشق 40% من كبار الضباط في الجيش الإثيوبي، حسب زعمه.
وقف النارتأتي تلك التطورات بالتزامن مع دعوات متكررة للأمم المتحدة من أجل حث المتمردين على "الموافقة على وقف فوري وتام لإطلاق النار" .
فقد أعلنت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو سابقا، أن المنظمة الدولية تحض المتمردين الذين باتوا يُسمون "قوات الدفاع عن تيغراي"، على "الموافقة على وقف للنار" سبق أن أعلنته الحكومة الإثيوبية في المنطقة.
وقالت المسؤولة يوم الجمعة الماضي، بمستهل اجتماع حضوري لمجلس الأمن هو الأول منذ نوفمبر، إن "وقفا لإطلاق النار يلتزمه جميع الأطراف لن يُسهّل تسليم مساعدة إنسانية فحسب، بل سيكون أيضا نقطة انطلاق للجهود السياسية الضرورية لرسم مسار للخروج من الأزمة".
ومنذ نوفمبر الماضي، اندلعت الاشتباكات بين الحكومة الإثيوبية وبين "جبهة تحرير تيغراي"، على خلفية تقاسم النفوذ، وشهدت المنطقة نزوح آلاف السكان هربا من جولات العنف الرهيبة بين الطرفين والتي تضمنت اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية للقوات الحكومية.