صور متداولة لمهاجرين إثيوبيين "أحدهما قُتل" زجت بهما مليشيات الحوثي للقتال في صفوفها

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية إجبار المهاجرين الإثيوبيين على القتال في صفوفها لتعويض خسائرها الكبيرة التي تكبدتها خلال الأشهر الماضية في جبهات القتال.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين إحداهما لمرتزق -يحمل الجنسية الإثيوبية- قتل أثناء مشاركته في القتال بصفوف المليشيات الحوثي الموالية لإيران، وأخرى لجريح من المرتزقة الاثيوبيين أثناء تلقيه العلاج في أحد مستشفيات صنعاء بترت إحدى ساقيه خلال القتال إلى جانب الحوثيين في جبهات القتال مؤخرا.

وتظهر إحدى الصورتين اسم وصورة المرتزق الأثيوبي الذي لقي حتفه أوائل الشهر الجاري ويدعى قاسم احمد يوسف عبدي محمد، المكنى "ابو قاسم" وعليها شعار المليشيا بعد تشييعه في إحدى المقابر بالعاصمة صنعاء ويحملها اثنان من المرتزقة الأثيوبيين الذين ما زالوا يقاتلون في صفوف الحوثيين.

وأكدت رئيس المنظمة الأورومية لحقوق الإنسان، أن عدد المقاتلين الأثيوبيين في صفوف الحوثيين يفوق ألف اثيوبي من المهاجرين واللاجئين وابنائهم طلاب المدارس.
 
وأشارت عرفات جبريل، في تصريح صحفي بوقت سابق، الى أن ثمة عددا كبيرا من المهاجرين الاثيوبيين زج بهم الحوثيون إلى الجبهات، يزيد عددهم عن ألف فرد، مشيرة أن دفعة المهاجرين يصلون من بلادها إلى اليمن حوالى 100 اثيوبي يوميا 30 منهم يتجهون مباشرة صوب صعدة، وهناك يتم اعتقالهم من قبل الحوثيين وتخييرهم بين الحبس أو القتال معهم، مؤكدة أن الاغلب منهم يختار القتال مع الحوثيين.
ونوهت عرفات جبريل، أن الحوثيين ينشطون أيضا وسط الطلاب الاثيوبيين الملتحقين بالمدارس وتجمعات الجالية الارومية في مناطق سيطرتهم لعمل ما تسمى "الدورات الثقافية" لأجل تحفيزهم ودفعهم للقتال في الجبهات.

وأشارت رئيس المنظمة الارومية الاثيوبية لحقوق الإنسان أن ثمة عددا كبيرا من القتلى والجرحى الاثيوبيين الذين زج بهم الحوثيون للجبهات بثت قناة "المسيرة" اسماء ومشاهد لبعض منهم، في مشفيي "الكويت" و"الجمهوري" الخاضعين لسيطرة المليشيا.

وقالت جبريل، إن الحوثيين يفرضون تعتيما وإجراءات أمنية مشددة على المشافي الواقعة تحت سيطرتهم مما يصعب الحصول على العدد الدقيق للقتلى والجرحى الاثيوبيين الذين يصل بعضهم المستشفيات من الجبهات، تطور الأمر منذ حادثة إحراق المليشيا لعشرات المهاجرين الاثيوبيين في مركز احتجاز مكتظ في آذار/ماس العام الفائت، باختطاف أي شخص يسأل أو يحاول الحصول على معلومات بخصوص الاثيوبيين القتلى والجرحى الذين تم دفعهم للجبهات.

وأعربت جبريل عن أسفها إزاء لجوء الحوثيين لمحاولة إلحاق طالبات المدارس الاثيوبيات لدورات طائفية تشرف عليها من تسمى ب"الزينبيات"، لافتة أن المليشيا أوقفوا من تمانع من الطالبات الاثيوبيات الالتحاق بتلك الدورات عن الدراسة.

وأكدت جبريل أن الآباء تقدموا بشكاوى كثيرة بهذا الخصوص إلى مفوضية شؤون اللاجئين، غير أن المفوضية تتجاهل الأمر، وقد سبق ذلك تقدم اثيوبيين بشكاوى اختطاف المليشيا لابنائهم وتجنيدهم اجباريا، ولكن دون جدوى.
 
وزادت مليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية من وتيرة تجنيد مرتزقة أفارقة اغلبهم اثيوبيون وصوماليون لتعويض النقص في مخزونها البشري نظرا للعزوف الشعبي الكبير من السكان للالتحاق في صفوف مقاتليها ودفعت المئات منهم في المعارك المحتدمة، لا سيما بجبهات محافظتي مأرب وحجة، والساحل الغربي.