بلومبرغ: الصين تنأى بنفسها عن الغزو الروسي لأوكرانيا

أفاد تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن الصين بدأت تنأى بنفسها عن روسيا مع توارد التقارير حول اشتداد القتال في العاصمة الأوكرانية كييف.

وأشار التقرير إلى الصين أبدت انزاعا جراء استمرار الاجتياح الروسي لأوكرانيا، خصوصا وأن موسكو باتت في مرمى عقوبات اقتصادية غربية ثقيلة.

ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية  الصيني، وانغ يي، قوله الجمعة، إن "من الضروري  للغاية" أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس لمنع الصراع من "الخروج عن نطاق السيطرة".

وأوضح الوزير الصيني في مكالمات هاتفية مع كبار الدبلوماسيين من بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي أن "الصين تتابع تطور الأزمة الأوكرانية، والوضع الحالي أمر لا تريد الصين رؤيته"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا".

وجاءت تصريحات الوزير الصيني بعد وقت قصير من تصريحات أخرى للرئيس الصيني، شي جين بينغ، حث فيها الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، في مكالمة هاتفية على حل الأزمة من خلال المحادثات مع الأوكرانيين.

وتتواصل لليوم الثالث المعارك في عدة مدن أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف، بين القوات الروسية الغازية والأوكرانيين المدافعين عن بلدهم.

وأفادت السلطات الأوكرانية السبت أن ما لا يقل عن 198 مدنيا قتلوا منذ بدء الهجوم الروسي، فيما تكثف القصف على كييف ومدن أخرى بينها خاركيف في الشرق.

ويأتي الموقف الصيني الجديد رغم أن بكين أيدت في الشهر الماضي المخاوف الأمنية لبوتين بشأن توسع حلف الناتو.

وامتنعت الصين الجمعة عن التصويت على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث استخدمت روسيا حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يستنكر "بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا"، ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد "فورا".

وصوّت 11 عضوا من أعضاء المجلس الـ15 لصالح النص، بينما امتنعت عن التصويت الدول الثلاث الباقية وهي الصين والهند والإمارات العربية المتّحدة.

وتقول "بلومبرغ" إن التصريحات الصينية الداعية إلى حل الخلاف سلميا تظهر تغيرا في لهجة بكين فور إطلاق بوتين العملية العسكرية.

وعززت بكين وموسكو علاقاتهما الاقتصادية بشكل كبير ابتداء من العام 2014، عندما بدأت الدول الغربية بفرض عقوبات على روسيا على خلفية ضمّها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ودعمها للانفصاليين في المناطق الحدودية الشرقية مع جارتها.

وفي أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الواسعة النطاق التي فرضتها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدأ مصرفان صينيان مملوكان من الدولة هما "آي سي بي سي" و"بنك أوف تشاينا"، بتقييد تمويل شراء المواد الروسية.

ونقلت "بلومبرغ" المتخصصة بالأخبار المالية والاقتصادية، عن مصادر لم تسمّها، قولها إن القرار اتخذ خشية أن يتمّ تفسير إبقاء التمويل غير مقيّد، كنوع من التأييد للعملية العسكرية الروسية، وخشية التعرض لعقوبات.

واتخذت الصين موقفا وسطيا بين عدم إدانة الغزو الروسي وعدم تأييده.

وبدأ القوات الروسية الخميس غزوا ضد أوكرانيا، شمل ضربات جوية وإرسال جنود إلى عمق أراضي هذا البلد، بعد أسابيع على فشل جهود دبلوماسية في ردع بوتين عن شن العملية العسكرية.