شبح فشل غريفيث يلاحق خلفه هانس غروندبيرغ
بعد سبعة أشهر من تعيينه مبعوثاً أممياً إلى اليمن، بات شبح فشل سلفه مارتن غريفيث يلاحقه في جميع تحركاته، إذ إنه يحذو حذوه في إحاطاته ولقاءاته وخططه المعلنة لإحلال السلام في اليمن.
تحدث المبعوث الأممي الجديد عن إطلاق سلسلة لقاءات ومشاورات بين الأحزاب والقيادات السياسية اليمنية، في مسعى لإحلال السلام في البلد الذي أنهكته الحرب وانسدت أمامه أفق الحلول السياسية، وتصاعد العنف والقتل وتزايدت الكوارث الإنسانية.
انخرط المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ في اجتماعات وجولات مكوكية شملت الأطراف المعنية، بيد أن تجربة المبعوث الأممي السابق مارتن جريفيث أثارت قدرا كبيرا من الإحباط إذا ما وُجد غروندبرغ يسير على الدرب نفسه.
تحركات المبعوث السابق طبع عليها تركيزها على الجزئيات والتفاصيل، بدون البحث عن حلول شاملة، فجزأ القضايا، إلى إنسانية وحصار تعز واتفاق استكهولم، وتبادل الأسرى، وملف الناقلة صافر، ووقف التصعيد في مارب، وغيرها من القضايا الجزئية التي كانت على حساب القضية الرئيسية المتمثلة في إيقاف الحرب في اليمن.
طيلة عمله كمبعوث أممي، عقد غريفيث لقاءات ومشاورات مع الأطراف اليمنية، دون الخروج باتفاق واحد تم تنفيذه وتطبيقه على الواقع، بما يعني أن أمام الأمم المتحدة عشرات السنوات لإنجاز قضية واحدة في اليمن، إذا ما سلك ممثلوها في اليمن نفس النهج، وهو ما يثير الشكوك حول مدى رغبة وإرادة المجتمع الدولي في تحقيق السلام في اليمن، وإبقاء البلد مشتعلا خدمة لاجندات مشبوهة.
وإذا ما اختار غروندبيرغ السير على درب غريفيث، وتجنب وضع حلول نهائية ستكون جهوده بمثابة مضيعة للوقت، وسيقضي فترة عمله في تنقلات وزيارات مكوكية وإنفاق موزانته المخصصة لهذه المهمة التي بات السلام في اليمن، أبعد ما يكون في أجندتها.
المثير للقلق أن المبعوث الأممي الجديد، لم يستطع حتى الآن الوصول إلى مطار صنعاء الدولي، ومخاوف يراها سياسيون من الشروط الحوثية التي وضعت عقبه أمام هذا الوصول، وفيما يبدو أن الثمن هو الخضوع لاجندة المليشيات وتعنتها كما فعل سلفه غريفيث والذي أنهى فترة عمله بإخراج المليشيات من قائمة الإرهاب الدولية تحت دواع إنسانية.