رغم تألق "أسود الأطلس".. لغز مغربي عمره نصف قرن

بانتصار مدو، وإن كان وديا، على منتخب البرازيل، أضاف المنتخب المغربي إنجازا جديدا لسجله الذهبي منذ مونديال 2022، حين بلغ نصف النهائي لأول مرة بتاريخ أي منتخب أفريقي أو عربي.

والسبت، تمكن "أسود الأطلس" من الانتصار على "راقصي السامبا" بهدفين لهدف، جاءا من توقيع سفيان بوفال (29)، وعبد الحميد صابيري (79)، فيما أحرز كاسيميرو هدف البرازيل الوحيد (67).

وتدخل المباراة الودية بين المنتخبين في إطار المباريات الإعدادية التي يخوضها المنتخب المغربي استعدادا لتصفيات نهائيات كأس أفريقيا بكوت ديفوار في 2024.

وبعد انتصاراته المتتالية بقيادة مدربه المحلي وليد الركراكي، تفرض مفارقة تاريخية نفسها على المنتخب، الذي بات، بلا جدال، الأكثر نجاحا على الصعيد الدولي بالقارة السمراء.

فقد نجح "أسود الأطلس" في التأهل للمونديال في 5 مرات سابقة، أولها بنسخة المكسيك 1970، وهو الظهور الأفريقي الثاني فقط بعد غياب طويل منذ المشاركة "الاستثنائية" لمصر بمونديال 1934.

ثم كان المغرب أول منتخب أفريقي يتجاوز مرحلة المجموعات في نسخة 1986 بالمكسيك، بعدما حقق نتائج رائعة بالفوز على البرتغال، والتعادل مع إنكلترا وبولندا، بفريق مكتظ بالنجوم مثل بادو الزاكي وعزيز بودرباله ومحمد تيمومي وعبدالكريم كريمو.

ورغم الخسارة في دور الـ16 بهدف نظيف أمام المنتخب الألماني القوي، إلا أن أداء منتخب المغرب بقي محفورا في الذاكرة، وتبعه ظهور "مقبول" لأسود الأطلس في نسخ 1994 و1998 (حين كان قريبا جدا من بلوغ دور الـ16)، و2018.

ثم جاء الأداء المبهر لأشرف حكيمي وحكيم زياش ورفاقهما في المونديال الأخير بقطر، حين نجح المغرب في التفوق على منتخبات بوزن بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، ليتأكد تفوق "أسود الأطلس" العالمي، وجدارتهم بتمثيل القارة الأفريقية في أهم حدث رياضي، وكروي عالمي.

لكن ذلك كله واجهه على الصعيد القاري، إخفاق غير مفهوم، فالمنتخب المتألق عالميا لم يحقق لقب كأس الأمم الأفريقية سوى مرة واحدة، كانت قبل سنوات بعيدة، وتحديدا ببطولة 1976 في إثيوبيا.

وبعدها لم يتأهل المغاربة إلى المباراة النهائية سوى مرة واحدة، قبل 20 عاما تقريبا، حين خسروا 1-2 أمام تونس في نسخة 2004.

وبلغ المنتخب المغربي نصف النهائي 4 مرات أخرى فقط، وهي نتائج تبدو متواضعة بالنسبة لفريق خاض النهائيات 18 مرة.

ولا يظهر سبب محدد لتلك المفارقة العصية على التبرير، لكن المؤكد أن الركراكي ولاعبيه باتوا الآن أمام تحد "حتمي" يفرض نفسه، وهو الصعود إلى منصات التتويج في بطولة 2024 التي تستضيفها كوت ديفوار، ووقتها لن يكون من السهل تقبل أي إخفاق قاري جديد لفريق قهر 4 منتخبات عالمية خلال شهور محدودة.