مباحثات مصرية فرنسية حول أزمة السودان والحرب في أوكرانيا
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الخميس، عمق علاقات التعاون التي تربط بين القاهرة وباريس.
وقال شكري، خلال الموتمر الصحافي المشترك مع كولونا في ختام مباحثاتهم، الخميس: "إن الوزيرة الفرنسية التقت بالرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق، اليوم، وتم خلال اللقاء المطول التباحث حول العلاقات المتشعبة السياسية الاقتصادية بين القاهرة وباريس".
وأوضح شكري أنه "بحث مع نظيرته الفرنسية مجالات التعاون بين البلدين، ولاسيما الاقتصادية وسبل تعزيزها بما يتناسب مع العلاقات الإستراتيجية".
وأضاف الوزير المصري،أن العلاقات المصرية الفرنسية الاقتصادية "مميزة"، في ضوء حجم الاستثمارات الفرنسية الكبير في مصر ومساهمة الشركات الفرنسية في تدعيم البنية الأساسية، مشيراً إلى أن اللقاء تناول أيضاً القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق والساحل الإفريقي ونتائج اجتماعات مجموعة العشرين، مؤكداً أن هناك توافقاً من الجانبين على استمرار التنسيق بين البلدين.
وأعرب شكري عن التطلع لزيارة قريبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر لاستمرار وتيرة الاتصالات على المستويات كافة.
ورداً على سؤال حول الإفراج عن ستيفان جوليان مستشار الرعايا الفرنسيين في النيجر، أكدت وزيرة خارجية فرنسا أنها علمت مساء، أمس الأربعاء، أنه تم بالفعل إطلاق سراح الفرنسي الذي تم توقيفه لأسباب اعترضت عليها فرنسا ولم تكن صحيحة، وبالتالي تم إطلاق سراحه سريعاً.
الأزمة السودانية حاضرة أيضاً
وحول نتائج اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار للسودان الذي عقد في نجامينا في تشاد ومدى التوافق المصري الفرنسي حول الأزمة السودانية قال شكري، إن "لقاء نجامينا كان مهماً لدول جوار السودان نظراً لقرب تلك الدول وشعوبها مع أطياف الشعب السوداني كافة"، مشيراً إلى "وجود توافق مصري فرنسي حول أهمية وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات الإنسانية وضرورة إطلاق الحوار مع الفئات المتصارعة ووضع خريطة طريق للمستقبل تؤدي لاستقرار السودان و خروجه من أزمته".
ورداً على سؤال حول واردات مصر من القمح الأوكراني واتجاه مصر للقمح الروسي وتعليق روسيا العمل باتفاق الحبوب.. شددت وزيرة الخارجية الفرنسية على أن مصر ليست مسؤولة عن تعليق العمل بالاتفاق وأن روسيا هى المسؤولة، موضحة أن مصر من الدول التي تعاني من تعليق العمل بهذا الاتفاق، وأنها تعاني كذلك من تداعيات الحرب في أوكرانيا.
ومن جانبه أكد شكري أن مصر من أكبر الدول المستورد للقمح والذرة وأنها تستورد نحو 10 ملايين طن، وأنها كانت تعتمد على أوكرانيا وروسيا لتوفير هذه السلع والمواد الغذائية، موضحاً أن الأمر المؤكد أن احتياجات الشعب المصري يجب توفيرها من هذه السلع، موجهاً الشكر لفرنسا لتوفيرها كميات من القمح.
وأضاف شكري أن مصر تضطلع بدورها فهي عضو في لجنة مجموعة الاتصال العربية التي زارت روسيا وأوكرانيا، وشاركت مصر في لجنة الاتصال الإفريقية للعمل على إيجاد تسوية سياسية لتخفيف العبء عن الدول الإفريقية التي تحتاج إلى الغذاء والأسمدة وغيرها، وستظل مصر تنتهج سياسة تسعى لحل الصراعات بالوسائل السلمية والاعتماد على احتواء النزاعات والسعي لتحقيق السلام والاستقرار وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
كولونا: مصر دولة مهمة لأوروبا
ومن جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الفرنسية مصر بأنها دولة "هامة لفرنسا وكل الشركاء الأوروبيين.. وشريك تاريخي وإستراتيجي".. مشيرة إلى أنها ستعود إلى القاهرة حيث تمت الدعوة لافتتاح المتحف المصري الكبير قريباً.
وأشارت كولونا إلى أنه يمكن لمصر وفرنسا العمل سوياً ليسا لصالح البلدين فحسب بل لصالح المنطقة بأسرها.
وأشادت الوزيرة بالعلاقات التي تتجاوز السياسة والاقتصاد وهي الثقافة واللغة والتعليم والشباب، مشيرة إلى أن الفرنسيين يهتمون ويعجبون بالثقافة والتاريخ المصري والحضارة الفرعونية.
كما أشادت بالخطوات التي قامت بها مصر عن طريق الإستراتيجية الوطنية والحوار الوطني، والتي من شأنها أن تسمح بتطوير ممارسات من أجل التقدم.