بعد سنوات من المقامرة والشعارات الزائفة.. مليشيا الحوثي تبحث عن رضا السعودية بأوامر إيرانية
قامرت المليشيات الحوثية باليمن وأخذتها نحو حرب مدمرة طيلة تسع سنوات، امتثالاً لأوامر إيران وخدمة لأجندتها، رافضة دعوات الأطراف السياسية اليمنية والقوى الإقليمية حينها للسلام والجلوس على طاولة الحوار.
رفعت المليشيات شعارات أثبتت الأيام والأحداث أنها مجرد خدعة للتحايل على اليمنيين، ولا يوجد لها عدو غيرهم، فمن وصفتهم بالعدو والعدوان، ها هي المليشيات تطلب رضاهم عنها، فيما لا يزال الخطاب الحوثي وشعاراته تجاه الشعب اليمني عند نفس مستوى الصلف الذي يؤكد عدم قبوله بالآخر والعيش المشترك مع بقية أبناء الشعب.
سنوات من السلب والنهب والاختطاف والتعذيب والتنكيل والتعبئة المليئة بالعنف والكراهية ضد أبناء الشعب اليمني، ومبررها الأكبر هو العدوان والحرب وغيرها من العناوين التي أكدت الأحداث أنها المستفيد الأكبر منها، وأنها حريصة على استمرارها.
تعمدت المليشيات تجاهل دعوات الحوار من الأحزاب والتنظيمات السياسية، وأبرزها تصريحات الزعيم علي عبدالله صالح، عندما أكد أنه مهما طالت الحرب فلا بد من الجلوس على طاولة الحوار، ودعا إلى حوار سعودي يمني، فخرجت أبواق المليشيات، حينها، وتقيأت أقبح ما فيها وما يعبر عن مكنونها وجوهر مشروعها.
طالما أطلقت المليشيات الشعارات في العلن، ومن وراء الكواليس تعمل ما يناقضها، وكأن هذه الشعارات مخصوصة للرأي الداخلي، لاستغبائهم والتحايل عليهم، فيما حقيقة الأمر للمليشيات مشروع يتقاطع ويتلاقى حسب المصلحة الإيرانية، فتتحرك المليشيات حسب أوامر ضباط الحرس الثوري، في الحرب والسلم، ناهيك عن أنها تبنت عمليات عديدة نفذها الحرس الثوري ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
مرت العلاقة بين السعودية وإيران بفترات صعيبة وحرصت طهران على إبقاء محيط المملكة مرتعاً لمليشياتها وأدواتها سواءً في العراق أو اليمن، وعلى هذا الأساس كانت التوجيهات تأتي تباعاً لتبني المليشيات عمليات استهداف لمنشآت داخل الأراضي السعودية، يؤكد مراقبون أن المنفذ الحقيقي، هم الحرس الثوري، فيما تتكفل المليشيات بالتبني أنها المنفذ للعملية.
حاولت المملكة احتواء المليشيات وطرحت مبادرة لحل الأزمة اليمنية في العام 2021م، ولكن التعليمات الإيرانية للمليشيات الحوثية، كانت تقضي باستمرار الحرب فتم التصعيد في مارب، ودفعت المليشيات في سبيل هدفها للوصول إلى مارب آلاف القتلى، غير أنه تم كسرها ودحرها.
تحسنت العلاقات السعودية الإيرانية، وتم توقيع اتفاقية برعاية صينية، فانصاعت المليشيات للتوجيهات الإيرانية في الملف اليمني، فنسى الحوثيون الشعارات التي بموجبها خطفوا وعذبوا الناس ونهبوا ممتلكاتهم وأصدروا وفقها أحكاماً ظالمة بالإعدام، وامتنعوا على أساسها عن دفع المرتبات.
يؤكد مراقبون أن التحسن الملحوظ على صعيد المحادثات بين المملكة العربية السعودية مع المليشيات الحوثية، يأتي بعد التحسن الذي سبقه مع إيران، ما يؤكد أن المليشيات الحوثية مجرد ذنب لحوزات قم.
فيما يرى آخرون أن المليشيات الحوثية ومنذ بدء الهدنة في أبريل 2022م، تواجه ضغوطاً شعبية للمطالبة بالمرتبات من قبل موظفي الدولة، بعد سنوات من التنصل والمماطلة بذرائع متعددة، ناهيك عن مطالب باستعادة الحقوق المنهوبة، وضرورة توقف الانتهاكات بعد زوال عذر ومبرر العدوان.
تأمل المليشيات أن تجني من هذه المفاوضات ثماراً تخفف عنها الضغوط الشعبية، بإحالة دفع المرتبات من موارد مبيعات النفط، لتسجل بذلك انتصاراً أمام الشعب وتحسن من صورتها المشوهة كجماعة لصوصية نهبت الموارد وتعمدت تجويع الموظفين وعدم صرف مرتباتهم.