"مسارات جديدة" لتسريع الإغاثة في ليبيا.. وحادث مروع لفريق إنقاذ يوناني

واصلت أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة فرق أجنبية، الأحد، البحث عن آلاف المفقودين جراء كارثة الفيضانات، في وقت اقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، إنشاء آلية شاملة للإشراف على جهود التعافي.

وأفاد مراسل الحرة في مدينة درنة المنكوبة بأن أكثر من 31 جثة تم انتشالها من بعض الأحياء اليوم، مشيرا إلى أنه يتم رش المدينة بالمعقمات والمبيدات خوفا من الأمراض الناجمة عن تحلل الجثث.

وأوضح المراسل أنه تم فتح مسارات جديدة مؤدية إلى درنة للمساعدة في تسريع عمليات الإغاثة.

ونقل مراسل الحرة في طرابلس تأكيدات حكومة الوحدة الوطنية أنها سخرت المئات من السيارات والشاحنات للمساعدة في فتح الطرق المؤدية إلى شرق ليبيا.

وقال المراسل إن "المساعدات مستمرة نحو درنة من كل أنحاء ليبيا وعبر جسر جوي ومن خلال السفن".

حادث مروع

في هذه الأثناء، أعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا، عثمان عبد الجليل، الأحد، مقتل 4 أعضاء من فريق إنقاذ يوناني في حادث سير في ليبيا، وفق رويترز.

وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي إن الحادث "المروع" أدى أيضا إلى إصابة 15 شخصا بينهم سبعة في حالة حرجة.

وأوضح الوزير أن "الفريق كان مؤلفا من 19 شخصا. قتل أربعة منهم وأصيب الـ15 الآخرون. ثمانية هم في وضع مستقر والسبعة الآخرون في وضع حرج"، بحسب ما نقلت "فرانس برس".

ووقع الحادث حين اصطدمت مركبة الفريق اليوناني بسيارة كانت تقل عائلة ليبية، قتل ثلاثة من أفرادها، وأصيب اثنان آخران بجروح بالغة، بحسب الوزير.

وفي أثينا، أكدت هيئة اركان الجيش اليوناني أن فريقا من المسعفين أرسلته وزارة الدفاع الى ليبيا تعرض لحادث سير.

وقالت السلطات اليونانية إن "عملية تجري لإعادة هذه الطواقم من بنغازي"، لافتة الى أنها ارسلت لهذا الغرض طائرة للجيش اليوناني من طراز سي-130 تحمل فريقا طبيا. 

وفي تطور آخر، أفاد مراسل الحرة في طرابلس بأن رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، التقى باتيلي، المبعوث الأممي الذي اقترح إنشاء آلية شاملة "للإشراف على جهود التعافي وتحديد الأولويات وضمان المساءلة في المناطق المتضررة من الفيضانات".

وأكد باتيلي على "أهمية تكثيف جهود الإغاثة بطريقة عاجلة ومنسقة مع ضرورة مراعاة الشفافية والمساءلة في استخدام الموارد أثناء عملية التعافي وإعادة الإعمار".

وكان المسؤول الدولي قال بعد زيارة لدرنة السبت: "عاينتُ الدمار الذي خلفته الفيضانات في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، إنها مشاهد تدمي القلب نظراً لحجم الكارثة التي شاهدتها عن قرب.. هذه الأزمة تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها، وتتجاوز السياسة والحدود".

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، في تصريح لهيئة "بي بي سي"، الأحد، إن فرق الإغاثة "يجب أن تحظى بالخدمات اللوجستية اللازمة، وأن تكون قادرة على الوصول إلى المكان الصحيح. يجب أن تكون على اتصال بالسلطات.. والكثير من هذه الأمور غير متوافرة (في الشرق الليبي) مما يجعل الأمور أكثر صعوبة".

وإزاء جسامة الكارثة، تبقى التعبئة الدولية قوية، وتتواصل حركة الطائرات التي تحط في مطار بنغازي الدولي ناقلة فرق إغاثة ومساعدة من منظمات دولية ودول أجنبية، وفق فرانس برس.

وأشار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، عبر منصة "أكس" (تويتر سابقا) إلى أن "الأضرار التي خلّفتها العاصفة في ليبيا هائلة. فرنسا متضامنة. مستشفانا الميداني يعمل".

وقال توحيد باشا، مدير المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، في فيديو نشر بحساب الهيئة على منصة "أكس" إن "هدفنا حاليا العمل معا بشكل منسّق".

في غضون ذلك، حذرت وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس التجار من استغلال الظروف والمحنة التي تمر بها المناطق المنكوبة والمتضررة في شرق ليبيا، عبر زيادة أسعار السلع الأساسية أو المضاربة فيها، وأكدت أنها ستتخذ كل الإجراءات القانونية حيال المخالفين.

وأعلن وزير الصحة في الشرق الليبي أن وزارته وحدها مخولة إصدار أعداد القتلى، مشددا على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى، لا مصداقية لها.

وكان متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي، الأحد، قد نفى أن تكون حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة قد بلغت 11300 قتيل.

وقال المتحدث توفيق شكري لوكالة فرانس برس: "نحن للأمانة نستغرب الزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرح بهذه الأرقام". واعتبر أنها "تربك الوضع وخاصة لذوي الناس المفقودين".

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أورد أن حصيلة الفيضانات ارتفعت إلى 11300 قتيل و10100 مفقود، ونسب هذه الأعداد إلى الهلال الأحمر الليبي.