واشنطن ترى مؤشرات "محدودة" على إجراء محادثات عسكرية مع بكين

قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الولايات المتحدة ترى أن ثمة مؤشرات "محدودة" على أن الصين قد تسمح ببعض الاتصالات بين جيشي البلدين، وذلك خلال محادثات جرت بين كبار دبلوماسيي البلدين في مالطا مطلع هذا الأسبوع.

وأضاف أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، أثار أيضاً خلال محادثاته مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي مخاوف مرتبطة بمساعدة الصين لروسيا وأنشطة بكين الأحدث في مضيق تايوان.

وكان سوليفان قد التقى وانغ يي السبت والأحد في مالطا، في ظل مناخ متوتر بين القوتين الكبريين.

وقال البيت الأبيض في بيان إن "الجانبين أجريا محادثات صريحة وأساسية وبناءة". وأكدت سلطات مالطا حصول اللقاء.

وأوضحت مسؤولة كبيرة في الإدارة الأميركية لم تشأ كشف هويتها أن الاجتماع استمر 12 ساعة على مدى يومين، مذكرةً بأن آخر اجتماع مماثل وعلى هذا المستوى جرى في مايو الماضي.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن توقع آنذاك "تحريكاً" للعلاقة الثنائية بعدما تدهورت في فبراير إثر تحليق منطاد صيني في أجواء الولايات المتحدة.

وأضافت المسؤولة للصحافيين أنه خلال لقائه الوزير الصيني، شدد جيك سوليفان على أن "الولايات المتحدة والصين تخوضان منافسة، لكن الولايات المتحدة لا تسعى إلى النزاع ولا إلى المواجهة".

من جهتها، أفادت بكين أن "وانغ يي شدد على أن قضية تايوان هي أول خط أحمر ينبغي عدم تجاوزه في العلاقات الصينية-الأميركية".

وبحسب المسؤولة الأميركية، كرر سوليفان أن الولايات المتحدة "لا تدعم" استقلال الجزيرة التي تعتبر الصين أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، لكنها لا تريد في الوقت نفسه "تغييراً أحادي الجانب للوضع القائم" سواء من جانب التايوانيين أو الصينيين.

وأضافت أن الصين والولايات المتحدة "التزمتا أيضاً إجراء مشاورات" في بعض المجالات، وخصوصا بالنسبة إلى "التطورات على الصعيدين السياسي والأمني في آسيا والمحيط الهادئ".

ولم يستأنف التواصل بين المسؤولين العسكريين في البلدين بعدما قطعته بكين في أغسطس 2022 إثر زيارة قامت بها الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان.

لكن المسؤولة الأميركية أوردت أن لدى الأميركيين "مؤشرات ضعيفة ومحدودة" تظهر أن الصينيين "قد يكونون مهتمين" باستئناف محتمل لهذا النوع من التواصل.

غير أنها لم تعلق على تكهنات حول لقاء منفرد يجمع جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال قمة أبيك (التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ) المقبلة منتصف نوفمبر في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.

وتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن في فبراير بسبب تحليق مناطيد صينية في الأجواء الأميركية، الأمر الذي اعتبرته الولايات المتحدة محاولة تجسس.

وتبقى الخلافات التجارية والتوسع الصيني في بحر الصين الجنوبي وقضية جزيرة تايوان أبرز البنود الخلافية بين الطرفين.