"حجم الكارثة يتخطى الإمكانيات".. الدمار هائل وجهود الإنقاذ ضئيلة في درنة

تحدث رجال إنقاذ عن صعوبات بالغة تواجههم في درنة الليبية، في تقرير مطول لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وقال بعضهم إن "حجم الكارثة يتخطى الإمكانيات"، لأن الدمار كبير، وكذلك الخسائر البشرية والأضرار المادية، وهو ما "يفوق قدرتهم" بأضعاف.

ومع تدفق المساعدات إلى ليبيا في أعقاب الفيضانات التي أودت بحياة الآلاف، يقول رجال إغاثة إن حجم الأزمة هائل، مع نقص المعدات والقوى العاملة، والمخاوف بشأن الأمراض والتنافس بين السلطات المنقسمة في البلاد.

وقال بشير عمر، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن "الوضع الإنساني كارثي"، مضيفا أن "الوضع حرفيا يتجاوز قدرة المنظمات الدولية العاملة في ليبيا، وليس فقط السلطات المحلية".

وبعد أسبوع من إعصار البحر الأبيض المتوسط المسمى "دانيال" الذي أطلق العنان للفيضانات، لا تزال فرق الإنقاذ والإنعاش تعمل على المهام الأساسية مثل العثور على جثث الموتى والبحث عن المفقودين وإزالة الأنقاض وتحديد الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.

وواصلوا، الأحد، إخلاء مدينة درنة الساحلية، حيث أدى انهيار سدين نتيجة الأمطار الغزيرة والإهمال إلى فيضان واسع النطاق تسبب بدمار هائل عبر وسط المدينة القديمة. وتقول السلطات إنها لا تزال غير قادرة على تقدير عدد القتلى بشكل صحيح، ولكن من المؤكد أنه سيرتفع عن العدد الرسمي البالغ 6000.

وتقدر جماعات الإغاثة الآن أن حوالي 30 ألف شخص من سكان درنة فقدوا منازلهم من إجمالي عدد السكان البالغ 120 ألف نسمة. وقال، محمد بن حريز، من الهلال الأحمر الليبي في بنغازي: "إنها مدينة ضائعة".

ونشر الصليب الأحمر، وهو أحد أكبر المنظمات الإنسانية في العالم، نحو 400 متطوع وإمدادات تتراوح بين الأدوية والهواتف الفضائية (تعمل عبر الساتلايت) و1000 كيس للجثث.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن تركيا أرسلت سفينتين حربيتين، بما في ذلك حاملة طائراتها الوحيدة، إلى شرق ليبيا، إلى جانب 360 فردا و122 مركبة وسيارات إسعاف وشاحنات إنقاذ ومعدات لثلاث مستشفيات ميدانية.

كما أرسلت مصر والإمارات والجزائر والسعودية وفلسطين ودول عربية وأجنبية أخرى فرق إنقاذ ومساعدات طبية وغذائية وغيرها من الاحتياجات الماسة.

والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة سترسل مساعدات مالية طارئة لمساعدة ليبيا في أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مناطق في شرق البلاد وأدت إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.

وقال بايدن: "قررنا إرسال أموال مخصصة للطوارئ إلى منظمات الإغاثة الليبية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تنسق مع السلطات الليبية والأمم المتحدة لتقديم الدعم".

وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، قد أعلن أن سفارة الولايات المتحدة، أصدرت إعلانا رسميا عن الاحتياجات الإنسانية وهو ما "سيسمح بالتمويل الأولي الذي ستقدمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا". 

وقال عمال الإغاثة والمقيمون والمراقبون الدوليون للصحيفة إن أيا منها ليس كافيا.

وقالت كلوديا غازيني، وهي محللة بارزة في شؤون ليبيا لدى مجموعة الأزمات الدولية، والتي زارت درنة، "الدمار هائل، وجهود الإنقاذ ضئيلة مقارنة بالأضرار".

ويتصاعد الغضب بين الليبيين الذين يعتبرون الفيضانات رمزا لسوء الإدارة في البلاد. والسدان اللذان انهارا يوم الاثنين لم تتم صيانتهما منذ أكثر من 20 عاما، رغم تخصيص أموال حكومية لذلك، وفقا للصحيفة.

وقال ناجون إنهم في حاجة ماسة إلى الغذاء ومياه الشرب والمأوى والملابس النظيفة. وهناك اتهامات بالاحتكار، حيث فرض بعض التجار زيادة بنسبة 30٪ على سلع مثل البطانيات والتوابيت.

ويثير وجود الجثث ونقص مياه الشرب النظيفة على وجه الخصوص المخاوف بشأن انتشار الأمراض في نهاية المطاف عبر درنة. وتتصاعد رائحة مياه الصرف الصحي الخام والجثث المتحللة وسط عمليات الدفن الجماعية.