السخط الشعبي يتزايد ضد مليشيا الحوثي بسبب انقطاع المرتبات وتردي الأوضاع
يتزايد السخط الشعبي من انقطاع المرتبات وانعدام فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والذي تسببت به مليشيا الحوثي الذي جعل الوضع يتدهور؛ لكنها تستمر في دفع المليارات على الفعاليات الطائفية.
ويجمع مراقبون، بأن انقطاع المرتبات لأعوام جريمة ضد الإنسانية، بل إن الأكثر جرما هو استنكار وتجريم من يطالب بصرف المرتبات.
وكشف مراقبون لوكالة "خبر"، بأن السخط الشعبي يتزايد يوما بعد آخر ضد مليشيا الحوثي والتي تعمدت حرمان الموظفين من مرتباتهم ومستحقاتهم لمدة تزيد عن ثمان سنوات، ما دفع الكثير من الموظفين إلى التسول.
وبحسب المراقبين، فإن مختلف المواطنين والموظفين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتوا يهاجمونها ليل نهار بسبب استمرارها في الإصرار على عدم صرف المرتبات.
وتحدث المراقبون عن بعض صور السخط الشعبي من مليشيا الحوثي وفعالياتها أو ممارساتها حيث إن الكثير بات يعبر عن غضبه بالهجوم على مليشيا الحوثي خصوصاً في الآونة الأخيرة بات المصلون ينزعجون بمجرد وصول خطيب حوثي إلى أي من مساجد صنعاء أو المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي.
وأضاف المراقبون، بأن المصلين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي يتنقلون من مسجد إلى مسجد رغم تباعد المسافات بهدف تجاهل أي خطيب حوثي؛ بسبب أكاذيبهم بشأن صرف المرتبات.
وبحسب مواطنين في العاصمة المختطفة صنعاء، فإن المصلين في الآونة الأخيرة باتوا ينزعجون كثيرا من وجود شعارات للمليشيا بعد خطبة الجمعة؛ بل إن الكثير لاحظ أن ترديد الصرخة في المساجد بات شبه منعدم حيث لا يرددها إلا القليل ولا يتجاوز أعدادهم خمسة أو ستة في بعض المساجد.
ويقول سكان في صنعاء، إن العديد من المواطنين باتوا ينفرون من المساجد التي سيطرت عليها مليشيا الحوثي، ويتقاطرون على المساجد التي لا تخضع لسيطرتها، أو التي لا يوجد فيها خطيب حوثي.
وبحسب السكان، فإن السخط الشعبي من تواجد الخطباء الموالين لمليشيا الحوثي يأتي بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، واستمرار انقطاع المرتبات، وانعدام فرص العمل وارتفاع أسعار السلع الغذائية والأدوية وكذلك ايجارات المنازل وكل الأمور التي ضاعفت من معاناة المواطن.
وعبر مواطنون في أحاديث متفرقة مع "خبر" للأنباء، عن استغرابهم من أنه لا توجد سلطة في العالم لا تدفع مرتبات، حتى تلك السلطات التي تشهد بلدانها حروبا وأزمات وخروج أجزاء من أراضيها عن السيطرة، مثل سوريا وغيرها التي تستمر في دفع المرتبات.
وقارن مراقبون بين سلطات بلدان أخرى وسلطة الأمر الواقع (مليشيا الحوثي) التي يستهويها الجري خلف غبار التاريخ، فإن الحديث عن دفع المرتبات خيانة وخدمة للعدوان، لكنها بالمقابل تفرض الجبايات، وتعفي نفسها من تقديم الخدمات، وكأنها لا علاقة لها بواقع الناس، كما تنفق الملايين على فعالياتها الطائفية المختلفة.
ويعزو مراقبون أسباب السخط الشعبي المتصاعد إلى عدة أسباب لعل أبرزها تعقد الحياة أكثر، كنتيجة طبيعية لتزايد الجبايات واستمرار انقطاع المرتبات وغياب الخدمات.
ويقول مراقبون، إن انقطاع المرتبات ليس بسبب قلة الموارد كما يدعي الحوثي؛ ولكن سبب أزمة انقطاع المرتبات تكمن في نهج الحوثي الظالم وفساده وتعصبه.
كما أن من أسباب السخط الشعبي على الحوثيين هي المعاناة المستمرة، وعدم وضع الحلول وهو ما جعل منها معاناة دائمة بسبب سقوط وانهيار الدولة، وما نتج عن ذلك من انقطاع المرتبات، والخدمات الاساسية، وهو ما ضاعف المعاناة، وكذا الجرع السامة القاتلة المستمرة بفواتير الوقود والغاز والكهرباء والماء والتعليم والطب.
ومن أسباب السخط الشعبي المتزايد على الحوثيين هو أن قيادات وعناصر تطاولت في البنيان وامتلكت موديلات السيارات الفارهة التى تجوب الشوارع، وتعيش أسر المليشيات حياة البذخ والترف، بعد أن تاجروا بكل شيء وحققوا أرباحا خيالية، فيما يكتنزون بخزائنهم عشرات المليارات، منفصلين عن واقع الشعب.
ويقول مراقبون، بأن السخط الشعبي ضد المليشيات الحوثية سيستمر حتى بعد دفع رواتب الموظفين وكامل مستحقاتهم؛ لأنها استمرت في نهب حقوق الناس التي تتضور من الجوع والظمأ؛ بعد أن منعت المرتبات والمساعدات قُطعت، والخدمات تعطلت، والفقر والجهل والمرض جميعها تفشى.
وسيبقى السخط الشعبي متزايدا مع وجود بطون صائمة، لا تعرف المياه والأكل الصحيين، حيث إن كل ما تبقى لها، بقايا أكل في براميل القمامة، ومع كل ذلك وفي المقابل نرى ونشاهد كل فترة وأخرى فعاليات طائفية، تُنفق في سبيلها ملايين الريالات، وتُنفق في لافتات وبيارق وأعلام، وقطع قماش، وإضاءات خضراء يراها الموظف الذي حُرم من مرتبه ويشتد حزنا.