صور فضائية تكشف نشاطا متزايدا في مواقع نووية بروسيا والصين والولايات المتحدة

أظهرت صور أقمار اصطناعية أن روسيا والولايات المتحدة والصين بنت منشآت حديثة وحفرت أنفاقا جديدة في مواقع تجاربها النووية في السنوات الأخيرة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وقالت الشبكة إنها حصلت على صور حصرية تظهر قيام الدول الثلاث بتوسيع مواقعها للتجارب النووية مؤخرا، بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات بين القوى النووية الثلاث الكبرى إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.

وأضافت أنه حتى الآن لا يوجد دليل يشير إلى أن روسيا أو الولايات المتحدة أو الصين تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة.

ومع ذلك توضح الصور  التوسعات الأخيرة في ثلاثة مواقع للتجارب النووية في تلك البلدان.

والمنشآت الثلاث تقع في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب الصين البلاد، والثانية تديرها روسيا وتقع في أرخبيل في المحيط المتجمد الشمالي والثالثة في صحراء نيفادا بالولايات المتحدة.

فيما يتعلق بروسيا، لوحظ حصول أعمال توسعة في موقع التجارب النووية الواقع في نوفايا زيمليا في أرخبيل روسي بالمحيط المتجمد الشمالي.

وفي منتصف أغسطس الماضي، سلط الضوء مجددا على المنشأة عندما أجرى وزير الدفاع سيرغي شويغو زيارة للموقع، وفقا لوزارة الدفاع الروسية.

وجرى استخدام موقع نوفايا زيمليا لأول مرة من قبل الاتحاد السوفيتي لإجراء تجارب نووية تحت الأرض منذ عام 1955 واستمرت لغاية عام 1990. وخلال تلك الفترة، شهد الموقع ما مجموعه 130 اختبارا.

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية الجديدة التي حصلت عليها "سي إن إن" أن هناك أعمال بناء واسعة النطاق في موقع اختبار نوفايا زيمليا منذ عام 2021 إلى عام 2023.

ولوحظ كذلك زيادة في حركة السفن وحاويات الشحن الجديدة وكذلك جرت عمليات تنظيف للطرق البرية من الثلج خلال فصل الشتاء وتم حفر أنفاق في عمق جبال القطب الشمالي. 

وقال الخبير في مركز جيمس مارتن لمنع انتشار الأسلحة النووية جيفري لويس إن "موقع الاختبار الروسي مفتوح الآن طوال العام، ونراهم يزيلون الثلوج عن الطرقات، ويبنون منشآت جديدة".

وأضاف لويس إنه "بالقرب من تلك المنشآت توجد أنفاق اختبرتها روسيا في الماضي"، مبينا أن "السنوات الخمس أو الست الماضية، شهدت قيام الروس بحفر أنفاق جديدة، مما يشير إلى أنها مستعدة لاستئناف التجارب النووية".

وقال العقيد المتقاعد بالقوات الجوية الأميركية سيدريك لايتون، وهو محلل استخباراتي سابق، إن الروس ربما يحاولون المضي قدما إلى أقصى الحدود من خلال القيام بجميع الاستعدادات لإجراء تجربة نووية، لكنهم لا ينفذونها فعليا، بل يلوحون بها لمجرد تخويف الغرب".

بالنسبة للصين، تظهر الصور نشاطا متزايدا في موقع التجارب النووية الواقع في "لوب نور"، وهي بحيرة مالحة جافة تقع في منطقة صحراوية منخفضة الكثافة السكانية غربي البلاد.

وتبين الصور حفر نفق خامس جديد تحت الأرض في السنوات الأخيرة، بالإضافة لإنشاء طرق جديدة. 

وقال لويس إن "مقارنة الصور التي تم التقاطها في عامي 2022 و2023 تظهر أن حجم الأنقاض يتزايد بشكل مطرد، مما دفع المحللين إلى الاعتقاد بأنه يتم توسيع الأنفاق".

وأضاف أنه تم إنشاء منطقة تخزين جديدة في عامي 2021 و2022 يمكن استخدامها لتخزين المتفجرات.

وأخيرا تُظهر صور الأقمار الاصطناعية، التي تم التقاطها فوق موقع التجارب النووية في ولاية نيفادا، والمعروف رسميا باسم موقع نيفادا للأمن القومي، حصول أعمال توسعة ضخمة لمجمع U1A تحت الأرض بين عامي 2018 و2023.

وأكد متحدث باسم إدارة الأمن النووي الوطني الأميركي للشبكة أن الأمر "يعيد استغلال البنية التحتية والقدرات العلمية في مجمع U1a".

وأضاف أن "الولايات المتحدة لم تقم بإجراء تجربة تفجير نووي منذ عام 1992، وليس لديها أي خطط للقيام بذلك".

ومع ذلك، تقول الشبكة إن أعمال التوسعة في موقع اختبار نيفادا يمكن أن يزيد المخاوف في موسكو وبكين من أن واشنطن ربما تستعد لإجراء تجربة نووية.

ويحذر خبراء ومحللون من أن أعمال التوسعة في هذه البلدان تخاطر بإثارة سباق لتحديث البنية التحتية لاختبار الأسلحة النووية بالتزامن مع انعدام الثقة المتجذر بين واشنطن من جهة وبكين وموسكو من جهة ثانية.

ويرى هؤلاء الخبراء، وفقا للشبكة، أن فكرة تطور الأمر إلى صراع مسلح لا تزال مستبعدة.