المستوطنون بدأوا حربهم السنوية على الزيتون بقتل مزارع

بدأ المستوطنون في الضفة الغربية حربهم السنوية التقليدية ضد موسم الزيتون بقتل مزارع فلسطيني في أرضه، ومهاجمة آخرين وتخريب أراض ومحاصيل، مدفوعين برغبة كبيرة في الانتقام الذي بدا واضحاً في رسائل وزعوها قبل يوم في شوارع الضفة، وهددوا فيها أهلها بالرحيل طوعاً إلى الأردن، أو أنهم سيواجهون الطامة الكبرى.

وأعلنت وزارة الصحة أن بلال محمد صالح (40 عاماً) قضى برصاص مستوطن في بلدة الساوية جنوب نابلس، متأثراً بجروح خطيرة، أصيب بها برصاصة في الصدر.

وهاجم مستوطنون صالح ورفاقه وهم يقطفون الزيتون، بعد ما وصلوا إلى أرضهم بصعوبة بالغة بسبب إغلاقات الجيش الإسرائيلي وعزل مناطق الضفة، وهو السبب الذي حال دون تقديم إسعاف سريع لصالح، قبل نقله على ظهر سلم خشبي إلى المستشفى.

وبقتل صالح يرتفع عدد الذين قتلهم المستوطنون في الضفة، منذ بداية عملية «طوفان الأقصى» في السابع من الشهر الجاري، إلى 6 من بين 111 فلسطينياً قتلهم الجيش.

وقتل صالح بعد يوم من توعّد المستوطنين أهل الضفة الغربية بـ«نكبة جديدة» على غرار عام 1948، تشمل القتل والتهجير.

ووزع المستوطنون منشوراً في الضفة جاء فيه: «أردتم نكبة مثيلة بعام 1948 فواللّه ستنزل على رؤوسكم الطامّة الكبرى قريباً، لديكم آخر فرصة للهروب إلى الأردن بشكل منظّم، وبعدها سنجهز على كلّ عدوّ وسنطردكم بقوّة من أرضنا المقدّسة التي كتبها اللّه لنا».

وكان يفترض أن يبدأ موسم الزيتون، الأسبوع الماضي، لكن التطورات الأمنية أجبرت معظم العائلات على التريث.

وينتظر الفلسطينيون موسم الزيتون بفارغ الصبر، خاصة أن الضفة تنتج أحد أجود زيوت الزيتون في العالم. ويتراوح إنتاج زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينية من 15 ألف طن إلى 30 ألفاً كل عام، ويصدر جزء منه إلى الخارج.

وهناك أشجار في فلسطين عمرها آلاف السنوات منذ عهد الرومان. وتوجد عدة أصناف للزيتون في فلسطين، أشهرها النبالي والسوري، والنبالي المحسن والمليسي والبري والرصيصي.

وتشارك العائلات بأكملها في قطف الزيتون وتتعاون فيما بينها، لكن منذ أعوام طويلة، يستغل المستوطنون أن كثيراً من القرى المنتجة للزيت تقع بالقرب من المستوطنات، وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي لينفذوا هجماتهم ضد المزارعين، مدفوعين بالنزعة الانتقامية العامة، وفتاوى دينية لحاخامات، بينهم مردخاي إلياهو، الذي أفتى بأن «هذه الأرض (يهودا والسامرة)، (الضفة الغربية) هي ميراث شعب إسرائيل، وإن غرست من قبل الأغيار فإن المزروعات من شجر أو ثمر تصبح ملكاً لنا، لأن ملكية الأرض لنا وليس لهم».

وهاجم مستوطنون، السبت، مزارعين واعتدوا عليهم، واقتلعوا أشجار زيتون في مناطق مختلفة في الضفة، بينها بلدة قصرة، جنوب نابلس، وسلفيت شمال الضفة، والخليل جنوبا، ويطا القريبة من الخليل ورام الله وطولكرم.

وقال رياض المالكي، وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني: «إرهاب المستوطنين يتواصل، والهدف المباشر الآن هو إرهاب مواطنينا ومنعهم من الوصول إلى حقولهم وقطف زيتونهم».

أضاف المالكي، في بيان: «تم تسليح المستوطن من قبل دولة الاحتلال، وتدريبه على قتل الفلسطيني، وحمايته من قبل الجيش الإسرائيلي ودعمه عبر التشريعات التي يصوغها القتلة أنفسهم. نظام إرهابي متكامل».

وهجوم المستوطنين جاء بعد أيام من طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهدئة التوترات في الضفة الغربية، حتى لا تصب الزيت على نار الأزمة المتفجرة في المنطقة.

وصعّدت إسرائيل في الضفة المتوترة أصلاً بعد هجوم «حماس» وأغلقتها بشكل كامل، وحولتها إلى معازل بعدما حاصرت المدن والقرى ببوابات حديدية وكتل إسمنتية وحواجز ترابية، وشددت إجراءاتها على الحواجز العسكرية المغلقة طيلة الوقت، والتي تحولت في أغلب الأوقات إلى ممرات مذلة بالنسبة للفلسطينيين المضطرين إلى التنقل بين المدن.

وتخشى إسرائيل بشكل رئيسي من تصاعد التوترات في الضفة الغربية مع إطالة أمد الحرب في غزة، وراحت إلى جانب عمليات القتل التي ترتكبها، تسلح المستوطنين بشكل غير مسبوق.

وإضافة إلى عمليات القتل وإغلاق الضفة، واصلت إسرائيل حملة اعتقالاتها الواسعة وهدم منازل.

واعتقل الجيش الإسرائيلي، السبت، فلسطينيين بينهم مسؤولون في «حماس»، وهدم خلال حملته منزل الأسير باجس نخلة في مخيم الجلزون.

وتتهم إسرائيل نخلة بأنه مسؤول المالية في «حماس» في الضفة الغربية.

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، اعتقلت إسرائيل في الضفة نحو 1500 فلسطيني نصفهم من «حماس»، ولا تشمل هذه الأرقام نحو 4000 عامل من غزة كانوا في إسرائيل مع تنفيذ «حماس» هجومها المباغت، وتم اعتقالهم جميعاً.