"خبر" تنشر تفاصيل توزيع سلال غذائية أعلنت عنها قطر وزعمت توزيعها للفقراء والمساكين في ثلاث محافظات يمنية

أعلنت قطر عبر هيئة الهلال الأحمر القطري، في بيان، أمس الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024م، عن توزيعها وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر اليمني كميات كبيرة من السلال الغذائية زعمت أنها وزعت للفقراء والمساكين في ثلاث محافظات يمنية، لكن الواقع كان صادماً وتبين أن ذلك غير صحيح.

وكالة خبر تنشر التفاصيل كاملة لعمليات التوزيع تلك، ومن المستفيد منها، وبإشراف من تم توزيعها، بعد بذل جهد كبير للتحقق من ذلك ونقل الحقائق للجميع، وبالتعاون مع عدد من الجهات في المحافظات التي أعلنت قطر تزويدها بكميات كبيرة من السلال الغذائية.

إعلان هيئة الهلال الأحمر القطري، أمس الأحد، قالت فيه إنها أطلقت عبر هيئة الهلال الأحمر القطري (QRCS) مشروعاً جديداً، بالشراكة مع الهلال الأحمر اليمني (YRCS)، لتوزيع المواد الغذائية بتكلفة إجمالية قدرها 2,282,725 ريالا قطريا (626,262 دولارا)، في محافظات الضالع وذمار والبيضاء، وسط اليمن.

وقال بيانها، إن المشروع يستهدف توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية لما مجموعه 19,530 شخصاً من الأسر المتضررة والأكثر احتياجاً في المحافظات الثلاث، وأن المشروع تضمن توزيع 8,370 سلة غذائية لعدد 2,790 أسرة محتاجة، وبما يضمن تحقيق الأمن الغذائي لها لمدة ثلاثة أشهر.

وأشارت الهيئة إلى أنه جرى أمس الأحد توزيع 1,035 سلة غذائية على عدد من الأسر في الضالع، و2,070 سلة أخرى في البيضاء وذمار، وأنها ركزت بشكل خاص على الفقراء والأسر التي ليس لديها مصدر دخل والأيتام وكبار السن، منوهةً في بيانها إلى أن كل سلة تحتوي على 60 كجم من المواد الغذائية الأساسية مثل "الدقيق والسكر والأرز والفاصوليا المعلبة والزيت النباتي والملح".

وكالة "خبر" عبر فريقها الميداني، وبالتعاون مع جهات داخلية في المحافظات الثلاث، تأكدت من ذلك المشروع، واتضح أن هيئة الهلال الأحمر القطري أطلقت حملة لتوزيع سلال غذائية في الثلاث المحافظات، ولكن تبين أن حملة قطر هي مخصصة لاتباع الحوثيين فقط، ولم ينل منها الفقراء والمساكين شيئاً، حيث أشرفت مليشيا الحوثي الإرهابية على الحملة بذاتها.

ووزعت مليشيا الحوثي السلال الغذائية على ثلاثة جوانب، أو ثلاث جهات، الأولى شملت عددا من المتطوعين التابعين لها الذين قالت إنهم يعملون في المدارس بدون مقابل، وهم من زرعتهم المليشيات في المدارس لتدمير العملية التعليمية ونشر الفكر الحوثي في أوساط الطلاب، واستقدمتهم للمدارس بديلاً عن تربويين أقالتهم.

الجانب الثاني، شمل بعضاً من أسر قتلى المليشيات الحوثية، حتى إن جرحاها لم يحصلوا على أي سلال غذائية، وقد اختارت المستفيدين وفق الوساطات وبحسب قربهم من القيادات. أما الجانب الثالث فقد شمل بعض جواسيسها في الحارات والأحياء السكنية.

مصادر محلية متفرقة قالت لوكالة خبر، إنه شوهدت عدد من الكميات أثناء تفريغها إلى بعض مراكز التوزيع بمحافظات الضالع والبيضاء وذمار، وأنهم كانوا يعتقدون أنها ستكون للفقراء والمساكين، إلا أنهم تفأجاوا بعدم حصول الفقراء والمساكين على شيء منها، وأنها وزعت وفق ما تريده المليشيات الحوثية.

واختارت قطر ومعها مليشيا الحوثي الإرهابية مديريات محافظتي الضالع والبيضاء الواقعة في مناطق سيطرتها، لقربها من خطوط التماس والمتاخمة لمناطق يمنية محررة، والهدف من ذلك كسب رضاهم وعدم خذلانها، كونها تستعد لشن هجمات على مواقع القوات المشتركة في المناطق والمديريات المحررة بمحافظة الضالع والهجوم أيضاً على محافظة شبوة.

فيما اختارت محافظة ذمار، كونها المخزون البشري للجماعة الحوثية، وتحتل دائماً صدارة المحافظات التي قدمت آلاف القتلى من أبنائها، وتصل مرتبتها في كل عام ما بين الثالثة والخامسة، بعد العاصمة المختطفة صنعاء وأمانة العاصمة، وتتنافس مع محافظة حجة، وقد تجاوز عدد قتلى المحافظة أكثر من 6000 قتيل لصالح مليشيا الحوثي الإرهابية.

وارتفعت نسبة الفقراء والمساكين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، خلال الأشهر الماضية، نتيجة تدهور الأوضاع بشكل كبير، وتوقف الخدمات، وقلة حركة البيع والشراء، وارتفاع الأسعار، علاوة على إيقاف المساعدات التي كان يقدمها برنامج الأغذية العالمي، والتي توقفت نتيجة الضغوط والإجراءات الحوثية التي أحرمت الفقراء والمساكين منها.