أول جمعة من رجب.. ذكرى اغتيال الدولة اليمنية والنظام الجمهوري

اعتاد اليمنيون على اتخاذ أول جمعة من رجب الحرام، بجعله عيداً كبقية الأعياد الإسلامية، ويحتفون به باللبس الجديد، كونه اليوم الذي نعمت فيه اليمن بالإسلام في السنة الثامنة للهجرة، فهو يعد يوماً عظيماً عند اليمنيين، من جهة أخرى وبعد عقود من الزمن وبدلاً من الاحتفاء بهذا اليوم العظيم، تم فيه استهداف الدولة والنظام الجمهوري في أول جمعة من رجب التي صادفت 1 رجب 1432هـ، الموافق 3 يونيو 2011م.

في الوقت الذي كانت تشهد فيه اليمن فوضى عارمة من قبل مجموعة من الشبان يقودهم بعض قادة الخراب والدمار في ما يسمى بـ"الربيع العربي"، وتحديداً في 1 رجب 1432هـ، تم استهداف مسجد دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، في عمل إرهابي غادر وجريمة بشعة لم تراع حرمة بيت الله وحرمة شهر رجب الحرام.

ومع استهداف مسجد دار الرئاسة، الذي سقط فيه عدد من كبار وقيادات الدولة، هتف صناع الفوضى في ساحات الخراب بالتهليل والتكبير، فرحاً بالتفجير الذي حدث في مسجد النهدين بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ووسائل الإعلام المؤيدة لهم تنشر الأخبار العاجلة عن وفيات قادة الدولة ونظامها الجمهوري.

حينها أدرك الشعب اليمني حجم الخطر الذي وصلت إليه البلاد، إثر الجريمة الشنعاء التي استهدفت كبار قيادات الدولة، وخيم الحزن أوساط الشارع اليمني، حتى جاء خطاب الرئيس علي عبدالله صالح، مساء اليوم ذاته ليطمئن الشعب اليمني بأنه بخير، وقال جملته الشهيرة "إذا أنتم بخير فأنا بخير".

عندما وجه الرئيس صالح خطاب الاطمئنان للشعب اليمني، فإنه كان يدرك بأن هناك حرباً سوف تندلع بين مكونات المجتمع اليمني، فجاء ذلك الخطاب ليكون بمثابة تطمين وتوعيه وتهدئة لكل أبناء الشعب اليمني، وتحذيراً من الرد على تلك الحادثة بأعمال أخرى، فما كان من أبناء الشعب اليمني إلا الامتثال لأوامر الرئيس صالح.

أشاع شركاء نكبة 11 فبراير، أن رئيس الجمهورية وعددا من قيادات الدولة قد قُتلوا إثر الإصابات التي تعرضوا لها في جامع دار الرئاسة، فكان ظهور الرئيس صالح صاعقة ضربت أوكارهم، وأفشلت جانبا كبيرا من مشروعهم التدميري والتخريبي لهذا الوطن.

رغم التغطية الإعلامية المؤيدة لنكبة 11 فبراير، وبث سموم الكراهية في أوساط اليمنيين، ونشر ونقل الأكاذيب، فإن هناك من أدرك وتيقن أن استهداف مسجد دار الرئاسة وكبار قيادات الدولة أثناء أداء صلاة الجمعة في أول جمعة من رجب، البداية التي قد ينتج عنها إسقاط الدولة والنظام الجمهوري، والبداية لإدخال اليمن في نفق مظلم وحروب داخلية وفوضى مستمرة، وهو ما حدث فعلاً، فاليمن ما تزال تعاني من ويلات نكبة 11 فبراير 2011م، وتذوق مرارة تلك الساحات الفوضوية، واستمرار شركاء النكبة في تدمير اليمن والعبث بمقدراته.