أحداث غزة مخرج جديد لمليشيا الحوثي من مأزق المطالبات بالحقوق والمرتبات

اعتادت مليشيات الحوثي على تحقيق أهدافها تحت لافتات وشعارات مخادعة ومختلفة، فبينما ترفع شعارات مطلبية أو شعبوية فان الهدف الحقيقي والمقصود شيء آخر، كما حدث في مختلف محطات النكبة الحوثية التي حلت باليمنيين.

ومن بين هذه الشعارات الشعبوية التي تتدثر بها المليشيات لتغطية قبح لصوصيتها وانتهازيتها شعار نصرة غزة، والتي جاءت كقشة لانقاذ المليشيات من غرق تصاعد المطالبات الحقوقية الشعبية بالمرتبات.

نصرة غزة آخر الشعارات التي امتطاها الحوثي للهروب من استحقاقات المرتبات التي ينهبها على اليمنيين سنوات بحجة الحرب رغم توقفها وتوقف ما كان يسميه عدوان ويجبي أموال اليمنيين بذريعته.

جاءت الهدنة في أبريل 2022 لتنتهي حينها الذريعة الحوثية بقطع مرتبات الموظفين، ورفع الأسعار وانتهاك الحقوق وتكميم الأفواه، واختطاف المواطنين وملاحقتهم، بسبب العدوان الخارجي.

مع نهاية ذريعة العدوان والحصار تصاعدت المطالب الحقوقية وعلى رأسها مطالب نادي المعلمين، وإعلان تشكيل نادي للجامعين والأكاديميين لتمثيلهم في مطالبهم الحقوقية بالمرتبات، وتزايد السخط الشعبي لتتحول الهدنة إلى كابوس يقض مضاجع المليشيات.

حتى جاءت الحرب في غزة، والتي مثلت مخرجا لانقاذ الحوثي من مأزقه، فأسكت الحركة المطلبية بالحقوق والمرتبات، واستأنف حملات القمع والتنكيل بحق القيادات السياسية والمدنية والحقوقيين والنقابيين والناشطين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، بهدف ارهابهم، ومنعهم من نقل الحقائق وثنيهم عن تبني قضايا الناس ومطالبهم، في عمل إجرامي وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

كما صعد من عمليات الاختطافات حيث قام ما يسمى جهاز الامن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية، باختطاف القاضي عبدالوهاب قطران واخفاءه قسرا منذ 3 يناير الماضي، في سجن انفرادي، وظروف قاسية على خلفية مواقفه المناهضة لجرائم وانتهاكات المليشيا، وانتقاده في منشور بصفحته بمنصة (إكس) اعمال القرصنة البحرية وعسكرة المليشيا للبحر الأحمر".

كما تواصل المليشيات احتجاز الاستاذ أبو زيد الكميم رئيس نادي المعلمين، واخفاءه قسراً منذ 8 أكتوبر الماضي، تعرض خلالها للتعذيب النفسي والجسدي وحرمانه من النوم، والرعاية الصحية، ومنعه من تناول الادوية، ما أدى الى تدهور حالته الصحية، على خلفية مطالباته بصرف مرتبات المعلمين.

وتكشف هذه الممارسات حالة الهستيريا التي أصابت مليشيات الحوثي، واستغلالها الاحداث التي تشهدها المنطقة، ومزاعم نصرتها غزة، لاخماد الأصوات المناهضة لها والمنددة بممارساتها واستمرار نهبها للايرادات العامة للدولة ورفضها صرف مرتبات الموظفين، وسياسات الافقار والتجويع التي تنتهجها، وجرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها.