مرمطة الحجاج في منى!

تداول ناشطون و رواد منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع المقطع المرئي لحجاج بلادنا في مخيمات منى وهم مفجوعين من إنقطاع التيار الكهربائي وسوء الخدمات في جو مكفهر عالي الحرارة حتى ان الجهات الصحية في السعودية – حسب صحيفة «عكاظ» – حذرت الحجاج من أخطار التعرض لأشعة الشمس من الساعة 11 صباحاً حتى 4 مساءً.

لن نخوض في كمية التنذر التي كالها اليمنيون على ذلك المقطع المرئي واختزال الحال المزري لإخوانهم من الحجاج ، والصدمة التي تعرضوا لها من تتبع منغصات الكهرباء و انقطاعاتها إلى مخيماتهم في منى، وكأنه معاناتهم من الكهرباء قد أصبح قدرًا..

*لكن من الواجب أن نذكر بأن هؤلاء الحجاج – ذكورًا و اناثًا – لم يكونوا في نزهة سياحية، وأنهم – جميعًا – دفعوا شقاء عمرهم من أجل الوصول لتلك البقاع ويقضوا شعيرة الحج في أمان ويسر وليس في غثاء وبهدلة – كما وثقها المقطع المرئي- ولم يتصدق عليهم أحد أو يدخشهم في كشوفات الحج «السفري» المجاني الذي يحظى به كبار المسؤولين والمؤلفة قلوبهم من المقربين والحاشية من الموظفين والعسكر والإعلاميين، وكان منتظر – طبيعيًا – مقابل ما دفعه الحجاج اليمنيين من حر أموالهم ، أن يحصلوا على حقهم من خدمات ميسرة و راحة التامة*..

*لكن واقع الممرطة مع الكهرباء الذي عاشه حجاج اليمن في مخيمات منى يقول غير ذلك، و كان يفترض بعد أن وقعت واقعة التقصير ان تقوم الحكومة بإجراء يحفظ ماء وجهها أقلها اقالة وزير الأوقاف أو الإعلان عن احالة القائمين على بعثة الحج للتحقيق.. لكن السكوت هكذا وكأن شيء لم يحدث، هو شاهد على صورتها السوداء في استمرار الفشل والانهيار الذي حل بالبلاد منذ نشوب الحرب القذرة، و عدم وجود قيادة تقية تقول يا لوماه..*