الولايات المتحدة: مناظرة "تاريخية" بين بايدن وترامب يمكنها حسم الانتخابات الرئاسية المقبلة

تنتظر جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب الخميس مناظرة تاريخية يمكنها أن تشكّل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية، فيما يُرجح أن تكون محل متابعة لملايين الناخبين الأمريكيين. وتتوقع نسبة أكبر من الأمريكيين انتصار ترامب (40 في المئة) في المناظرة مقارنة مع بايدن (30 في المئة).

حان وقت المواجهة بين الرئيس الحالي الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة جو بايدن وسلفه المدان في قضية جنائية دونالد ترامب، في مناظرة سيتابعها ملايين الناخبين في الولايات المتحدة. مناظرة ستؤذن بانطلاق ما يَعد بأن يكون صيفا حافلا بالأنشطة الانتخابية في أمريكا التي تعاني من الاستقطاب الشديد والتوتر والتي لم تتجاوز بعد أعمال الفوضى والعنف التي صاحبت اقتراع العام 2020.

"سنقوم بعمل جيد جدا"

وبمناظرتين فقط في هذه المرحلة من الانتخابات، يكتسب حدث الخميس أهمية إضافية، خاصة في مرحلة كثّف خلالها المرشحان هجماتهما الشخصية على بعضهما البعض، فيما تشير الاستطلاعات الوطنية إلى تقارب كبير في نتائجهما.

وبينما يضع المرشّحان اللمسات الأخيرة على استراتيجية مناظرتهما، يبقى السؤال إن كان ترامب سيضبط ميوله العدوانية أم أنه سيكرر مشهد أول مناظرة جمعتهما قبل أربع سنوات.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "نيوزماكس" اليمينية بشأن التحضير للمناظرة: "أعتقد أنني كنت أستعد لها طوال حياتي.. سنقوم بعمل جيد جدا".

"أكبر تهديد لديمقراطيتنا"

ومن جانبه، سيحاول الرئيس جاهدا تجنّب أي زلّات لسان كبيرة. وفي الأثناء، بدا بأنه لا يتوانى عن تسديد الهجمات الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي على الأقل، حيث قال إن "دونالد ترامب أكبر تهديد لديمقراطيتنا"، وهي رسالة سيسعى بلا شك للتأكيد عليها أثناء المناظرة.

ويشار إلى أن نتائج الانتخابات تبدو متقاربة إلى حد كبير، رغم أن الاستطلاعات تعطي ترامب أفضلية ضئيلة في جميع الولايات المتأرجحة في اقتراع يُرجح بأن تحسمه بعض الولايات ومئات الآلاف من الأصوات فقط.

هذا، وأظهر آخر استطلاع للرأي نشرته جامعة كوينيبياك الأحد تقدّم ترامب على بايدن بفارق ضئيل على الصعيد الوطني (49 في المئة مقابل 45 في المئة).

وسيكون سن بايدن البالغ 81 عاما والمخاوف بشأن كفاءته الذهنية مصدر قلقه الأكبر، وخصوصا أنه يُتوقع أن يذكر الناخبون مسألة سن الرئيس أكثر من ترامب الذي يصغره بثلاث سنوات فقط.

وظهر المرشحان مرارا في مناسبات عامة مشوشين إذ تعثر كلاهما في الكلام وخانتهما الذاكرة.

كما أن الرئيس الجمهوري السابق غارق في جدل بشأن خطابه التحريضي، فضلا عن إدانته مؤخرا بـ34 تهمة بتزوير سجلات تجارية. كما أنه يواجه قضايا جنائية أخرى، فيما تسري مخاوف من أنه قد يستخدم عودته إلى البيت الأبيض كسلاح لتصفية حسابات شخصية.

"إير فورس وان" ضد "ترامب فورس وان"

وأمضى بايدن الأسبوع بعيدا عن الأنظار في منتجع كامب ديفيد قرب واشنطن للتدرب وإجراء مناظرات وهمية.

بينما كانت استعدادات ترامب أكثر استرخاء، حيث تجنب التدريبات الرسمية للمناظرات ليشارك في طاولات مستديرة غير رسمية وليحول نقاشاته مع الحشود إلى ورش لاستراتيجيات النقاش.

وشجعه مساعدوه على التركيز على مجالات يبرع فيها مثل الاقتصاد ومكافحة الجريمة، فيما يسعى بايدن إلى تصوير ترامب على أنه مضطرب وغير مؤهل للمنصب.

ومن جانبها، وصفت حملة ترامب الرئيس الديمقراطي مرارا بأنه ضعيف وغير كفء، لكنها غيّرت استراتيجيتها في الأيام الأخيرة بعد تحذيرات من أن خفض مستوى التوقعات من بايدن لن يؤدي إلاّ إلى مساعدته.

وقال جيسون ميلر كبير مستشاري حملة ترامب للصحافيين "نعلم أن جو بايدن، بعد حصوله على إجازة لمدة أسبوع كامل، سيكون جاهزا لذلك". وروّج ترامب وفريقه لنظرية أن بايدن سيكون حيويا بسبب تناوله عقاقير لتحسين أدائه فيما صدرت عنهم تلميحات إلى أن قناة "سي إن إن" متحيّزة.

ولعل إحدى أبرز نقاط الضعف لدى بايدن هي أمن الحدود، إذ تعهّد ترامب بمكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك من خلال عمليات الترحيل الجماعي وتكرار إثارة مسألة جرائم القتل التي يرتكبها المهاجرون.

وإلى ذلك، أعلنت إدارة بايدن الأربعاء أن القيود الجديدة التي فرضتها من الشهر الماضي أدت إلى تراجع نسبة عبور المهاجرين غير الشرعيين بنسبة 40 في المئة.

هذا، وتتوقع نسبة أكبر من الأمريكيين انتصار ترامب في المناظرة مقارنة مع بايدن (40 في المئة مقابل 30 في المئة)، لكنّ أمريكيا واحدا فقط من كل عشرة يرى أن بإمكان المناظرة دفعه لتغيير رأيه بشأن المرشح الذي سيصوّت له.

ويذكر أن الرئيس سيصل الخميس على متن طائرة "إير فورس وان" إلى أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا التي تحمل أهمية بالغة بالنسبة للانتخابات في جنوب شرق البلاد، للمناظرة التي يستضيفها مقر شبكة "سي إن إن". أما خصمه فسيصل على متن طائرته الخاصة المعروفة باسم "ترامب فورس وان".

فرانس24/ أ ف ب