سكان شمال غزة يأكلون "ورق التوت" في زمن الحصار

يندر الطعام في شمال غزة، ويتسابق الشبان على مظلات المساعدات الشحيحة القادمة من الجو، متدافعين لالتقاط ما يستطيعون لسد جوعهم، وفي ظل النقص الحاد، لجأوا في أوقات عديدة إلى ورق الشجر، الذي تحول إلى سلعة تباع وتشترى في الأسواق البائسة.

وأصبحت المجاعة المستشرية في شمال غزة حديث الساعة، وتنطلق حناجر الكثيرين من القاطنين في تلك المنطقة المنكوبة والمحاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي تنادي يومياً، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالحديث عن معاناتهم، ونقلها إلى كل العالم، أملاً في إسكات جوعهم، وتخفيف معاناتهم ومعاناة أطفالهم، قبل فوات الأوان.

وتجدد الحديث عن تلك المأساة، التي خلفتها الحرب الدامية المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر على القطاع الفلسطيني، بعد أن أطل شاب فلسطيني، الأربعاء، يخاطب الناس من خلف الكاميرا حول تجربته في شراء أوراق التوت، أثناء تجوله بسوق بائس، وتبادله أطراف الحديث مع تاجر، يروي تجربته أيضاً عن طعام ورق التوت.

وقال الشاب الفلسطيني بلغة عامية، "احنا ما بناكل أوراق الشجر بس، احنا بنشتري وبنبيع أوراق الشجر، هذا ورق توت..، هو شكله حلو بس كيف طعمه؟ ليرد عليه مجموعة شبان، أحلى من شكله".

وتابع، "على العموم احنا مش لاقيين غيره، ورق توت، عنب، تين، المهم الصمود، وهذه الأيام ستمضي بإذن الله".

وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي في تقرير لها، إن "الوضع في غزة لا يزال كارثياً، وهناك خطر كبير ومستدام لحدوث مجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة"، محذرةً من أي تهاون.

وخلص التقرير إلى أن حوالى نصف مليون شخص يعانون من الجوع "الكارثي" في غزة.