الجالية اليمنية تحتفل بثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر في المانيا

أحيت الجالية اليمنية في برلين وبراندنبورغ، بالشراكة مع اتحاد طلاب اليمن في ألمانيا والمنظمة الألمانية اليمنية للديمقراطية والتنمية السلمية، ذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين من خلال حفل جماهيري وفني وخطابي كبير أقيم في العاصمة الألمانية برلين. شهد الحفل حضورًا من البعثة الدبلوماسية اليمنية في برلين، وحشدًا كبيرًا من أبناء الجالية اليمنية وطلاب اليمن في ألمانيا، وكان للطلاب اليمنيين حضور بارز وأساسي، حيث ساهموا في تنظيم الحفل والمشاركة الفعالة في جميع فقراته. 

 

افتُتح الحفل بكلمة ممثل اتحاد طلاب اليمن-ألمانيا، عبدالرحمن الشاحذي، الذي رحب بالحضور ونقل تحيات رئيس الاتحاد عبدالله شباله، وأكد على أهمية إحياء ذكرى الثورتين، مشيرًا إلى أن هذه المناسبات التاريخية تعكس نضال الشعب اليمني ضد الظلم والطغيان، وذكر بأن مهمة الاتحاد لا تكتفي بالجانب التعليمي والخدمي، بل تشمل تعزيز الجانب الثقافي والوطني للطلاب اليمنيين بألمانيا.

من جهته، ألقى معاذ الجرادي، ممثل المنظمة الألمانية اليمنية للديمقراطية والتنمية السلمية، كلمة استذكر فيها تضحيات الشهداء الثوار الأبطال، وتحدث عن أهمية الاستمرار في النضال من أجل الحرية والديمقراطية، مشيرًا إلى أن الثورتين كانتا نقطة تحول في تاريخ اليمن، وأن استمرار النضال من أجل الديمقراطية هو مسؤولية الجميع.

كما ألقى رئيس الجالية اليمنية في برلين، محمد الشليف، كلمة أكد فيها سعادته الغامرة وهو يرى جميع فئات الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم يحتفلون بذكرى الثورتين العظيمتين، ودعا جميع أصحاب القرار لتوحيد الصف الجمهوري.

فيما ألقى سيف العماري، رئيس لجنة شؤون الطلاب، خطابًا مؤثرًا وقويًا استعرض فيه تاريخ وأهمية ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، مذكرًا الحضور بتضحيات الأبطال الذين قادوا هذه الثورات لتحقيق الحرية والكرامة للشعب اليمني. وتناول في خطابه بشاعة وقبح النظام الإمامي ومفهوم الحق الإلهي الذي ظلل به الأئمة الشعب اليمني، ودعا اليمنيين عامةً والطلاب الشباب خاصةً إلى التمسك بقيم الثورة والدفاع عن مكتسباتها، مؤكدًا أنه لا سيد إلا الشعب.

كما قدّم محمد الغادر- رئيس الإدارة العامة للفرعين الثالث والثامن في اتحاد الطلاب، فقرة بعنوان "حياة اليمني في زمن الإمامة"، تناول فيها الظروف القاسية التي عاشها اليمنيون في ظل حكم الإمامة. وأشار إلى أن ثورة 26 سبتمبر هي نضال متجدد ومبدأها متكرر ضد كل ظالم ومستبد في الماضي والحاضر كما اكد بأهمية شحذ الوعي العام للشباب بأهمية هذه الثورة ومكتسباتها.

كان للمرأة حضور أساسي أيضًا، حيث ألقت نادية النجار كلمة سلطت فيها الضوء على حياة المرأة قبل قيام الجمهورية، وبعد قيام الجمهورية، وذكرت فضل الجمهورية على جميع فئات الشعب اليمني.

تخللت الحفل عروض فنية وثقافية، حيث قدّم أطفال الجالية اليمنية عروضًا لأغاني وطنية تمجد ذكرى الثورتين وتحتفي بهما. كما قُدمت رقصات شعبية يمنية أضفت أجواء من الفرح والحماس على الحضور. وتنوعت الفقرات بين الشعر والخطابة التي عبّرت عن الفخر بالثورتين وضرورة التمسك بروحهما، مما زاد من حماسة الحضور.

من أبرز ما تم في الحفل هو توزيع نسخ من "ملازم الشهيد الزبيري" المستمدة من كتابه "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" على الحضور. جاءت هذه الخطوة بهدف توعية المشاركين بخطر نظام الإمامة على الوحدة الوطنية، واستعراض الدور الكبير الذي لعبته الثورة في تحرير اليمن من هذا النظام. أكدت اللجنة التحضيرية للاحتفالية أن توزيع هذه الملازم يهدف إلى تسليط الضوء على أفكار الشهيد محمد حمود الزبيري وجهوده في النضال من أجل تحرير اليمن وتحقيق الوحدة والحرية للشعب اليمني.

في ختام الحفل، تم تكريم خريجي الثانوية من أبناء الجالية اليمنية في برلين، وأكد الجميع على أهمية مواصلة إحياء ذكرى الثورات اليمنية، والتأكيد على دور الشباب والطلاب في دعم مسيرة البناء والتغيير. وأشار المتحدثون إلى أن الثورتين ما زالت مستمرة في قلوب اليمنيين، وأن بناء دولة ديمقراطية ومستقرة يعتمد على الجهود المشتركة لأبناء الوطن داخل اليمن وخارجه.