الجزائر تستدعي السفير الفرنسي وتندد بـ"ممارسات عدائية" تهدف إلى"زعزعة الاستقرار"

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني، برلين، في 22 حزيران/يونيو 2023. © أ ف ب

قالت عدة صحف جزائرية الأحد إن وزارة الخارجية الجزائرية استدعت السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتي، وأبلغته "تحذيرا شديد اللهجة" عقب ما اعتبرته "ممارسات عدائية تهدف إلى"زعزعة استقرار الجزائر". واستنكرت الخارحية الجزائرية  "الممارسات العدائية لأجهزة الأمن الفرنسية ". وتشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية تدهورا منذ شهور، إذ كانت  الجزائر قد استدعت سفيرها لدى فرنسا هذا الصيف بعد إعلان باريس دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية.

نقلت صحف جزائرية عديدة الأحد أن وزارة الخارجية الجزائرية استدعت الأسبوع الماضي سفير فرنسا لدى الجزائر ووجهت له "تحذيرا شديد اللهجة " بسبب ما اعتبرته السلطات في البلاد "ممارسات عدائية تهدف إلى "زعزعة استقرار الجزائر".

وأوردت صحيفة "لوسوار دالجيري " أن الأمر يتعلق بـ"اجتماعات نظمت في العديد من الممثليات التي ترفع العلم الفرنسي في الجزائر والمعترف بها على هذا النحو، جمعت حول دبلوماسيين فرنسيين من مختلف الرتب، وخاصة الأعوان القنصليين التابعين للمديرية العامة للأمن الخارجي، وهم أشخاص معروفون بعدائهم المعلن والدائم للمؤسسات الجزائرية".

وأبلغت الخارجية الجزائرية، وفق ما جاء في صحيفة "الخبر" اليومية، السفير الفرنسي ستيفان روماتي "باستياء واستنكار الجزائر للممارسات العدائية الصادرة عن الأجهزة الأمنية الفرنسية التي صارت متكررة بشكل مقلق ولم تعد السلطات الجزائرية تحتمل السكوت عنها أو تفويتها".

ويأتي استدعاء السفير الفرنسي وفق صحيفة "المجاهد" الحكومية الصادرة بالفرنسية "للإعراب عن الاستنكار الشديد للسلطات الجزائرية العليا إزاء الاستفزازات الفرنسية العديدة والأعمال العدائية ضد الجزائر". فيما أوردت صحيفة "لوسوار دالجيري" الناطقة بالفرنسية أن الجانب الجزائري "عبّر بكل وضوح أن الأمر يتعلق بممارسات مديرية الأمن الخارجي الفرنسية"، وهي فرع من الاستخبارات.

وأضافت الصحيفة أن مديرية الأمن الخارجي الفرنسية قامت بعدد من "العمليات والممارسات العدائية التي استهدفت مؤسسات الجمهورية الجزائرية بهدف واضح هو زعزعة استقرارها وإلحاق ضرر جسيم ببلادنا".

وبحسب صحيفة "المجاهد" فإن السلطات الجزائرية وجهت لباريس عبر السفير روماتي "تحذيرات شديدة اللهجة غداة كشف معلومات عن تورط مديرية الأمن الخارجي في تجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر لضرب استقرار" البلاد.

وكانت القنوات الحكومية بثت مؤخرا شريطا وثائقيا عن إحباط الاستخبارات الجزائرية "خطة" لتجنيد إرهابيين جزائريين" منهم من نشط في سوريا والعراق مع تنظيم "الدولة الإسلامية" بهدف "ضرب استقرار الجزائر".

وأشارت صحيفة "لو سوار دالجيري" إلى أن الخارجية أبلغت السفير الفرنسي أيضا باستياء الجزائر من تصرفاته و"أفعال لا تقل خطورة، وهي أخطاء فادحة لم تعد مجرد ممارسات غير ودية، بل رغبة مبيتة في إلحاق ضرر كبير بالجزائر".

وتأتي هذه الحلقة الجديدة من التوتر بين الجزائر وباريس في وقت لا يزال فيه الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال موقوفا منذ قرابة شهر في الجزائر، بتهمة "المساس بسلامة الوحدة الترابية".

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن الدافع وراء توقيف صنصال في 16 تشرين الثاني/نوفمبر "قد يكون  تصريحاته لوسيلة إعلام فرنسية محسوبة على اليمين المتطرف، تبنى فيها ادعاء المغرب بأن أراض تابعة له اقتطعت لصالح الجزائر في ظل الاستعمار الفرنسي".

والعلاقات الفرنسية الجزائرية مضطربة منذ شهور، وقد استدعت الجزائر سفيرها لدى فرنسا هذا الصيف بعد أن أعلنت باريس دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، بينما تدعم الجزائر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) الساعية لإقامة دولة مستقلة في كامل الإقليم الصحراوي.