القوات الروسية تشن هجوما صاروخيا كبيرا على شبكة الكهرباء الأوكرانية ومدن شرق البلاد

ضباط أوكرانيون يعاينون بقايا طائرة مسيّرة في ساحة مبنى سكني تضرر جراء هجوم في خاركيف مساء 20 كانون الأول/ديسمبر 2024.© أ ف ب.

شنت روسيا هجوما على مدينة خاركيف الأوكرانية متسببة بأضرار بمنشآت للطاقة في أوكرانيا، وبإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، وذلك في صباح عيد الميلاد الذي تحييه كييف في 25 كانون الأول/ديسمبر للعام الثاني تواليا. ومنذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، ألحقت الضربات الروسية أضرارا بالغة بمنشآت الطاقة والكهرباء في أوكرانيا.

أصيب ثلاثة أشخاص في مدينة خاركيف في أوكرانيا بجروح، بعد أن استهدف هجوم صاروخي روسي منشآت للطاقة في أوكرانيا صباح عيد الميلاد.  

وأطلقت صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا صباح الأربعاء، مع تحذير القوات الجوية من إطلاق موسكو صواريخ كروز، وإعلان السلطات في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد عن تعرضها لهجوم صاروخي "كبير" من روسيا.

وكتب رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف على تطبيق تلغرام "تتعرض خاركيف لهجوم صاروخي كبير. سُمع دوي سلسلة انفجارات في المدينة ولا تزال هناك صواريخ بالستية متجهة نحوها"، داعيا السكان إلى الاحتماء.

بدوره، أحصى الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف سبع ضربات روسية قائلا إنه لا يزال يتم تقييم الإصابات والأضرار.

وأفاد المسؤولان عن سقوط ثلاثة جرحى على الأقل، إضافة إلى أضرار مادية.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها رصدت إطلاق صواريخ كروز من طراز "كاليبر" من البحر الأسود، مشيرة إلى أن مقذوفات أخرى أطلقت نحو مناطق عدة في وسط البلاد وشرقها وجنوب شرقها.

وقال الحاكم سيرغي ليساك "منذ الصباح، يهاجم الجيش الروسي بشكل كبير منطقة دنيبرو" في شرق البلاد، مضيفا "يحاول العدو تدمير الشبكة الكهربائية للمنطقة".

ضربات روسية "لاإنسانية" 

ومن جهته، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين اختار عيد الميلاد عمدا لشن الهجوم. ما الذي قد يكون لاإنسانيا أكثر من ذلك؟".

وأضاف "أكثر من 50 صاروخا ومسيرات تم إسقاطها، لكن بعض الضربات أدت إلى "انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مناطق".

هذا، ورأى وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أن "هذا الرعب يوم الميلاد هو رد بوتين على كل الذين تحدثوا عن وهم -وقف إطلاق نار يوم الميلاد-" بين الطرفين.

وأدت الضربات إلى مقتل شخص وإصابة ستة بجروح، وفق السلطات الأوكرانية.

وفي مدينة دنيبرو، وسط شرق البلاد، لقي موظف في محطة للطاقة الحرارية حتفه، وفق ما أفاد نائب رئيس الوزراء أوليكسي كوليبا.

أما في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا والواقعة في شمال شرق البلاد والتي يتم استهدافها بانتظام، كان نصف مليون منزل دون كهرباء وتدفئة ومياه جارية، حسبما قال حاكم هذه المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

وإلى ذلك، أصيب ما لا يقل عن ستة أشخاص في خاركيف في هذه الهجمات الأخيرة، وفقا لسينيغوبوف.

وكشف سلاح الجوي الأوكراني أنه رصد 78 صاروخا روسيا و106 طائرات مسيرة وأنه أسقط 59 و54 على التوالي.

"إجراءات لخفض استهلاك الطاقة" 

وفرضت السلطات الأوكرانية قيودا على استهلاك الطاقة في ظل هذه الهجمات، بحسب ما أعلن وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو صباح الأربعاء.

وأوضح الوزير عبر تلغرام "يهاجم العدو مجددا بشكل كبير قطاع الطاقة. تتخذ الشركة المشغلة الإجراءات اللازمة لخفض الاستهلاك بغرض التقليل من التداعيات السلبية على شبكة الطاقة".

اقرأ أيضاروسيا تتقدم شرق أوكرانيا وتعلن السيطرة على قريتين جديدتين

وأشار إلى أنه "ما إن تسمح ظروف الأوضاع الأمنية، سيقوم العاملون في قطاع الطاقة بتقييم الأضرار بوضوح".

ومنذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، ألحقت الضربات الروسية أضرارا بالغة بمنشآت الطاقة والكهرباء في أوكرانيا. وأدت الهجمات المتكررة على هذه التجهيزات إلى انقطاعات دورية في التيار الكهربائي.

وأتت هجمات الأربعاء في يوم تحتفل أوكرانيا للعام الثاني تواليا، بعيد الميلاد في 25 كانون الأول/ديسمبر بدل السابع من كانون الثاني/يناير.

كان نقل موعد الاحتفال بالميلاد الذي أقره الرئيس فولوديمير زيلينكسي في تموز/يوليو 2023، واحدا من قرارات اتخذتها كييف في السنوات الأخيرة لتبتعد من موسكو، لا سيما عبر إعادة تسمية شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.

لا تزال كنائس أرثوذكسية قليلة في العالم، بينها كنيستا روسيا وصربيا، تعتمد التقويم اليولياني في احتفالاتها الدينية وليس التقويم الغريغوري الذي وُضع في نهاية القرن السادس عشر.

وتأتي ضربات الأربعاء بعد أيام من توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإلحاق مزيد من "الدمار" بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجا سكنيا في مدينة قازان الروسية.

ضباط أوكرانيون يعاينون بقايا طائرة مسيّرة في ساحة مبنى سكني تضرر جراء هجوم في خاركيف مساء 20 كانون الأول/ديسمبر 2024.© أ ف ب.

وقال "أيا كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دمارا مضاعفا، وسيندمون على ما يحاولون القيام به في بلادنا".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن قواتها أسقطت 59 طائرة مسيرة أوكرانية ليلا، 26 منها في أجواء منطقة بيلغورود و23 فوق فوروينج.

وأفاد حاكم فوروينج ألكسندر غوسيف بأن شظايا الطائرات المسيرة التي تم اعتراضها ألحقت أضرارا بخط كهربائي، إضافة إلى عدد من المنازل.

اقرأ أيضامسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين الشماليين في المعارك بين أوكرانيا وروسيا

ومع تبادل الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة، سرعت روسيا من تقدمها في شرق أوكرانيا في الأشهر الأخيرة أملا بالاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة في كانون الثاني/يناير.

وتعهد ترامب بايجاد نهاية سريعة للحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، لكنه لم يقترح أي خطط ملموسة للتوصل لوقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام.

وتقول موسكو إنها استولت من أوكرانيا على أكثر من 190 قرية هذا العام من أوكرانيا التي تعاني قواتها من نقص العدد والذخائر.