وزير خارجية مصر يبحث في السودان جهود استعادة الاستقرار وحماية الأمن المائي

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال مصافحته وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عند استقباله في بورتسودان. 15 يناير 2025 - وزارة الخارجية المصرية

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، استمرار مصر في بذل مساعيها الحثيثة لتحقيق الاستقرار في السودان، واستئناف نشاطه في الاتحاد الإفريقي، وذلك خلال لقائهما في بورتسودان، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.

واستبق عبد العاطي لقاء البرهان بمباحثات مع وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، تناولت أهمية وقف إطلاق النار في السودان، وتعزيز العلاقات الثنائية، وحماية الأمن المائي لكلا البلدين.

وخلال لقائه مع رئيس مجلس السيادة السوداني، أعرب عبد العاطي عن "تضامن مصر الكامل مع السودان ودعمها لاستقراره وأمنه وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه"، وشدد على "الروابط التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين"، مؤكداً الحرص على مواصلة العمل المشترك من أجل تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين".

ورحب وزير الخارجية المصري بقرارات مجلس السيادة بشأن الإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية للسودان.

واندلعت الحرب في العاصمة الخرطوم في أبريل 2023 بسبب خلاف يتعلق بالاندماج بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع". وتسببت الحرب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إذ دفعت أكثر من 12 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم، وتركت نصف السكان فريسة للجوع.

واستعرض عبد العاطي "ما توفره مصر من تسهيلات للأشقاء السودانيين بمصر لحين عودتهم الآمنة إلى بلادهم عقب استعادة الأمن والاستقرار بالسودان"، بحسب البيان.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن رئيس مجلس السيادة طلب من عبد العاطي "نقل شكر وتقدير الشعب السودانى لأوجه الرعاية التى قدمتها مصر للمواطنين السودانيين الذين لجأوا إلى مصر خلال الفترة الأخيرة".

وأشاد البرهان، بحسب البيان، بعقد امتحانات الثانوية العامة بنجاح لأبناء الجالية السودانية فى مصر الذين تجاوز عددهم ٢٨ الف طالباً.
 

وقف إطلاق النار

وخلال لقائه مع نظيره السوداني علي يوسف الشريف، أعرب عبد العاطي عن تقديره لزيادة وتيرة اللقاءات مع نظيره السوداني بما يتناسب مع عمق وخصوصية العلاقات بين البلدين، مؤكداً على "دعم مصر الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية، وضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية".

وأكد أهمية "تحقيق وقف إطلاق النار، والحرص على بذل كافة الجهود لاستعادة أمن واستقرار السودان الشقيق"، معرباً عن التقدير للخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، بما يعكس الحرص على رفع المعاناة عن السودانيين.

وناقش عبد العاطي الجهود التي تبذلها بلاده من أجل ضمان "استئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى أوجه انخراطها بفاعلية في المساعي الإقليمية والدولية المختلفة في إطار الحرص على الحفاظ على أمن واستقرار السودان، ووحدته وسلامة أراضيه".
"حماية الأمن المائي"

كما تناول الوزيران ملف الأمن المائي، إذ أعربا عن تثمينهما التعاون والتنسيق المستمر بشأن هذه القضية الحيوية بغرض "تأمين المصالح الوجودية المشتركة للشعبين"، واتفقا على "استمرار التنسيق بصورة وثيقة بما يضمن صون وحماية الأمن المائي لكلا البلدين باعتباره أمراً لا تهاون فيه"، وفق البيان.

وأشارت وزارة الخارجية المصرية إلى أن من المقرر أن يعقد وزير الخارجية سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين في السودان، والبناء على الزيارات الوزارية المتبادلة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، ومواصلة تقديم الدعم للسودان.

وفي سبتمبر، قال وزير الخارجية المصري في مقابلة مع "الشرق"، إن مصر دولة قادرة على الدفاع عن مصالحها وأمنها المائي في قضية سد النهضة الإثيوبي، مشدداً على أن تقسيم السودان "خط أحمر لا يمكن القبول به"، محذراً من أن "عمليات القتل المستمرة في غزة عنصر دافع لعمليات التصعيد بالمنطقة".

وبدأ بناء سد النهضة الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار عام 2011، وتقول إثيوبيا إن المشروع ضروري لدعم تنميتها الاقتصادية، إلا أن مصر والسودان تعتبرانه  تهديداً خطيراً لإمداداتهما الحيوية من مياه نهر النيل، خاصة القاهرة التي تعاني محدودية الموارد وسط اعتمادها على النهر كمصدر وحيد تقريباً للمياه.