سفارات غربية تتعرض لهجمات محتجين مع اشتداد معارك الكونغو الديمقراطية

قال مصدر دبلوماسي أوروبي، إن سفارات فرنسا والولايات المتحدة ورواندا وأوغندا وكينيا في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعرضت لهجوم من جانب محتجين، صباح الثلاثاء.

وأضاف الدبلوماسي أن المحتجين لم يدخلوا السفارتين الفرنسية والأميركية.

واشتدت حدة الاشتباكات في مدينة جوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية مع استمرار الجيش في صد متمردي حركة "23 مارس"، المعروفة اختصاراً بـ M23، والمدعومة من رواندا، الثلاثاء، فيما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الجنوب إفريقية، أن 4 جنود جنوب إفريقيين آخرين لقوا حتفهم في قتال عنيف مع متمردي الحركة، مما يرفع عدد ضحاياه إلى 13.

وواجه المتمردون مقاومة من الجيش والفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة، وذلك بعد دخولهم جوما أكبر مدن شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية في أكبر تصعيد للصراع المستمر منذ ما يزيد على 10 سنوات.

وقال سكان في عدة أحياء، إنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية، صباح الثلاثاء، وخصوصاً بالقرب من المطار، الذي قالت مصادر إنه لا يزال تحت سيطرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات حكومية.

وبحث رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، التصعيد الأحدث مع نظيره الرواندي، بول كاجامي، بعد مصرع 9 من قوات حفظ السلام الجنوب إفريقية في الكونغو قبل أيام، واتفقا على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.

وتجاهلت حركة 23 مارس دعوات من زعماء من حول العالم لوقف هجومهم. كما رفضت رواندا، التي كانت قد أنكرت في السابق وجود قواتها العسكرية في الكونغو، الدعوات التي طالبت قواتها بالانسحاب، قائلة إن "أمن بلادها مهدد".

وتحملت جنوب إفريقيا، التي تشارك بقوات في بعثة الأمم المتحدة وغيرها، العبء الأكبر من الخسائر في صفوف قوات حفظ السلام.

ويتهم منتقدون حكومة جنوب إفريقيا بعدم بذل جهود كافية لضمان تجهيز قواتها بشكل مناسب لهذا الصراع.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة، إن العديد من الجثث ملقاة في الشوارع، والمستشفيات غصت بالضحايا.

وتقدم المتمردون إلى المدينة الواقعة على ضفاف البحيرة والتي يسكنها مليونا نسمة، الاثنين، في أسوأ تصعيد منذ عام 2012 لصراع استمر ثلاثة عقود بسبب الإبادة الجماعية في رواندا والسيطرة على الموارد الطبيعية.

وقال سكان ومصادر بالأمم المتحدة، إن العشرات من جنود جمهورية الكونغو الديمقراطية استسلموا، لكن بعض الجنود وعناصر الميليشيات الموالية للحكومة لا زالوا صامدين.

وأفاد سكان في عدة أحياء بوقوع إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية، صباح الثلاثاء.

وقالت امرأة مسنة في حي ماجينجو بشمال جوما، بالقرب من المطار لـ"رويترز"، عبر الهاتف: "سمعت دوي إطلاق نار من منتصف الليل حتى الآن... إنه قادم من قرب المطار".
مخاوف أممية

وتخشى الأمم المتحدة والقوى العالمية أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية أشبه بحروب 1996 و1997 و1998 و2003 التي قتلت الملايين معظمهم بسبب الجوع والمرض.

وقال كورنيل نانجا، زعيم تحالف نهر الكونغو الذي يضم حركة "إم23"، إن هدف المتمردين هو استبدال الرئيس، فيليكس تشيسكيدي، وحكومته في العاصمة كينشاسا على بعد أكثر من 1500 كيلومتر غربي جوما.

وقال مراسل لـ"رويترز"، إن حشوداً غاضبة أحرقت إطارات في كينشاسا ورددت شعارات مناهضة لرواندا وهاجمت منشآت دبلوماسية لعدة دول تعتبر مؤيدة لرواندا مما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وفي أحدث الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، قالت جنوب إفريقيا، إن رئيسها، سيريل رامافوزا، ونظيره الرواندي، بول كاجامي، اتفقا في مكالمة هاتفية على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.
"مدينة برميل بارود"

وقال ويلي نجومبي، أحد أساقفة جوما، إن متفجرات أصابت منزلاً يقيم فيه قساوسة وجناح الولادة في مستشفى كاثوليكي، الاثنين.

وأضاف عبر الهاتف: "المدينة برميل بارود. الشباب مسلحون والقتال يدور الآن في المدينة".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين، إنها عالجت 117 جريحاً، من بينهم 86 مصاباً بطلقات نارية، في مستشفى في جوما.

كما تبادل جنود كونغوليون وقوات رواندية، الاثنين، إطلاق نيران المدفعية بالقرب من الحدود، حيث أفاد جيش رواندا بمصرع 5 أشخاص وإصابة 26 آخرين.