العراق ولبنان تحت المجهر الدولي لضبط تمويل حزب الله

طائرة فوق أجواء بيروت - فرانس برس

وسط تصاعد الجهود الدولية لمراقبة التدفقات المالية لحزب الله، تشدد السلطات العراقية واللبنانية على التزامهما بالإجراءات الأمنية والقانونية لمنع استخدام أراضيهما في تهريب الأموال أو الدعم العسكري للحزب، بينما يتهم خبراء إيران باستغلال شبكة معقدة من القنوات البرية والجوية سابقاً لنقل الدعم.

أكد مسؤولون عراقيون لـ"الحرة" أن الرحلات الجوية بين العراق ولبنان تخضع لإجراءات روتينية مماثلة لتلك المطبقة عالمياً، نافين وجود عمليات تفتيش استثنائية للطائرات العراقية في مطار بيروت، وفقاً لتصريحات مدير إعلام سلطة الطيران المدني العراقي جهاد الديوان، ومدير عام الطيران المدني اللبناني فادي الحسن.

من جهته، أوضح الخبير الأمني قحطان الخفاجي أن دعم حزب الله كان يعتمد حتى منتصف 2023 على مسارات جوية عبر طائرات عراقية، وطرق برية من العراق إلى سوريا ثم لبنان، مستفيداً من سيطرة الحزب على مطار بيروت سابقاً. لكنه أشار إلى توقف هذه العمليات بعد تشديد الإجراءات الأمنية، لافتاً إلى أن أي محاولات حالية ستكون "عرضة لاكتشافها".

بدوره، كشف الخبير في شؤون الطيران فارس الجواري عن آلية التفتيش وفق معايير منظمة "الإيكاو"، مشيراً إلى أن المطارات اللبنانية تحققت من جميع الطائرات القادمة من العراق دون اكتشاف مخالفات، مع استبعاده تهريب أموال عبر الجو "لصعوبته وتأثيره على سمعة البلدين". كما كشف عن حادثة حديثة لطيار عراقي حاول تهريب ذهب قبل شهر، تم إفشالها.

في السياق السياسي، حذر الخبير الاستراتيجي أمير الساعدي من مخاطر انجرار العراق إلى دعم حزب الله عبر أفراد أو فصائل موالية لإيران، خاصة مع المخاوف من عقوبات أمريكية محتملة. وأشار إلى أن طهران قد تعتمد حالياً على قنوات تجارية شرعية، مثل شركات السياحة بين إيران ولبنان، أو شبكة أعمال حزب الله الممتدة إلى أمريكا اللاتينية وأفريقيا، لتجنب الكشف الدولي.

رغم التصريحات الرسمية، لا تزال تقارير دولية تشكك في فاعلية الإجراءات، مستندة إلى سوابق لاستخدام العراق "ممراً" لإيران في نقل الأسلحة والأموال إلى الحزب. وفي ظل الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله، تبرز تساؤلات حول مدى التزام الأطراف الإقليمية بوقف الدعم، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية وأمنية على العراق إذا ثبُت تورطه.