موجة مقاطعة عالمية تستهدف المنتجات الأمريكية ردًا على سياسات ترامب التجارية
شخص يحمل لافتة كتب عليها "قاطع تسلا" خارج وكالة تسلا في لشبونة بالبرتغال. 9 مارس 2025 - Reuters
تتسع حركة المقاطعة الدولية للمنتجات الأمريكية، بدءاً من كندا مروراً بأوروبا وصولاً إلى الدول الاسكندنافية، كرد فعل على السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتهديداته المتكررة بفرض رسوم جمركية على الحلفاء التقليديين، وفقاً لتقارير صحيفة "الجارديان" البريطانية.
أبرز مظاهر هذه المقاطعة تراجُع مبيعات سيارات "تسلا" الكهربائية في أوروبا، والتي يملكها الملياردير إيلون ماسك، المقرب من إدارة ترامب، حيث انخفضت قيمة أسهم الشركة بنحو 15% يوم الاثنين الماضي، وسط اتهامات لماسك بدعم اليمين المتطرف في أوروبا عبر تدخله في الشؤون السياسية الداخلية للدول.
في كندا، تجاوزت المقاطعة الجانب الاقتصادي إلى الثقافي، حيث استُهجن النشيد الوطني الأمريكي خلال مباريات الهوكي، بينما انتشرت تطبيقات ذكية مثل "Maple Scan" و"Is This Canadian" لمساعدة المستهلكين على تجنب المنتجات الأمريكية، بدءاً من المشروبات الكحولية وحتى مكونات البيتزا. وأظهرت إحصاءات كندية تراجعاً بنسبة 23% في عدد المسافرين براً إلى الولايات المتحدة مقارنة بشهر فبراير 2024.
امتدت الموجة إلى السويد، حيث انضم 40 ألف مستخدم إلى مجموعة على "فيسبوك" لدعم البدائل الأوروبية، وفي الدنمارك، قررت شركة "Salling" – أكبر سلسلة تجزئة – تمييز المنتجات الأوروبية بعلامة "النجمة السوداء" رداً على تهديدات ترامب بشراء جرينلاند. أما في النرويج، أعلنت شركة "Haltbakk" المختصة بتزويد السفن بالوقود، قطع علاقاتها مع القوات الأمريكية، واصفة اجتماع ترامب مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأنه "مهزلة تلفزيونية".
رداً على التحركات، هاجم ترامب عبر وسائل التواصل ما وصفه بـ"المجانين من اليسار الراديكالي" لمحاولتهم مقاطعة "تسلا"، مؤكداً دعمه لإيلون ماسك. من جهتها، علقت إليزابيث بورو من "المجلس الأطلسي" بأن استخدام المستهلكين الغربيين لمقاطعة السلع الأمريكية يُمثل "سابقة غير متوقعة"، بينما توقع خبراء اقتصاديون – كـ"تاكيشي نينامي" من مجموعة "سانتوري" اليابانية – تفاقم الظاهرة في حال استمرار الحرب التجارية.
يُذكر أن حركات المقاطعة الحالية تشبه تكتيكات سابقة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا أو الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما يُميزها اليوم – بحسب "الجارديان" – هو سرعة تحول إدارة ترامب إلى هدف رئيسي لغضب المستهلكين ذوي النزعات الأخلاقية، في مؤشر على تآكل الصورة الناعمة للولايات المتحدة تحت قيادته.