رسائل طارق صالح للآباء وقبائل اليمن

أحدثت مناشدة العميد طارق صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية)، التي وجهها عبر حسابه في تويتر، السبت، إلى الآباء والأمهات، وكذلك القبائل اليمنية، والتي ناشدهم فيها بالحفاظ على أبنائهم وسحبهم من جبهات الحوثة.. أحدثت ردود أفعال واسعة تجاه المضامين الوطنية والإنسانية، وأهمية الرسائل التي حملتها في هذا التوقيت المهم من تاريخ اليمن.

جاء إطلاق هذه الدعوة (المناشدة) في الوقت الذي تنصبُّ فيه اهتمامات الساسة والعسكريين ووسائل الإعلام بأخبار الانتصارات في معركة تحرير الساحل الغربي، بيد أن العميد طارق صالح، ومن منطلق استشعاره لمسؤوليته الوطنية والدينية وفي مقدمة ذلك حقن دماء اليمنيين، حرص أن يلفت انتباه الجميع إلى المآسي التي يعاني منها أطفال اليمن وما ترتكبه عصابة الحوثي الكهنوتية من جرائم يومية بحقهم.. لم يرمِ بكلماته للهواء لتأخذها الرياح بعيداً، بل أوجز القول وقدّم دليلاً واضحاً يتمثل بمقطع فيديو يظهر بالصوت والصورة أحد الأطفال الضحايا والذي تم أسره في معارك تحرير التحيتا.

شغل الطفل الأسير تفكير القائد الذي يخوض معارك الشجعان دفاعاً عن قضية وطنية مقدسة ولا يبحث عن انتصارات بدماء الأطفال.. لذلك حرص على أن يوجّه مناشدة إلى الآباء والأمهات والقبائل بكلام صريح وواضح ومسؤول قائلاً:(الحوثي يقاتل بأبنائكم فيما هو مختبئ بالكهف وأبناؤهم في طهران والضاحية الجنوبية).

أحدثت المناشدة أصداءً واسعة، فخلال ساعات تصدرت اهتمام الشارع ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، غير أن الهدف والغاية من وراء المناشدة ليس إحداث فرقعة إعلامية، بل هي دعوة تفرض على كل وطني غيور التحرك والتفاعل معها لتصبح قضية وطنية، خاصة وأن قضية حماية الطفولة تعني الاهتمام بمستقبل اليمن وشعبها، الأمر الذي يوجب على كل وطني أن لايقف محايداً وأن يتحمل مسؤوليته تجاه جيل الغد، وأن يناضل كل واحد في موقعه وعبر مختلف المنابر لتوعية المواطنين المغرر بهم بفظاعة الكارثة المحدقة بأطفالهم، وحثهم على سرعة التحرك لإنقاذ حياتهم من محارق العصابة الحوثية الكهنوتية التي تمارس الانتقام بشكل فظيع من أبناء القبائل اليمنية، حيث تقوم برميهم كوقود حرب لإطالة أمد حروبهم العبثية، فيما أولادهم يعيشون حياة البذخ في إيران ولبنان وغيرها..

وعكست تعليقات الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، إجماعاً تجاه مضامين المناشدة، والتي يمكننا القول إنها بالإمكان أن تشكل راياً عاماً وطنياً يلتف حوله جميع اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم الاجتماعية يتمركز محور اهتمامهم بحماية أطفال اليمن، إذا تم توجيه هذه الدعوة بشكل منظم لتحقيق الغايات من ورائها..

الجدير بالذكر، أن عصابة الحوثي الكهنوتية تزجُّ بالآلاف من أطفال اليمن في معاركها القذرة، ولم تمتثل للمطالب الدولية، ولم تلتفت لانتقادات المنظمات المهتمة بحقوق الطفولة، بل إن وزراء في حكومة الحوثي، غير المعترف بها دولياً، طالبوا علناً بإغلاق المدارس وتوجيه الطلاب إلى جبهات القتال للمشاركة في حروبهم القذرة.

رسائل المناشدة موجّهة للداخل، لكن ذلك لا يعني أن لا تقوم المنظمات الدولية المعنية بواجبها تجاه أطفال اليمن، لاسيما وأن انتهاكات الحوثيين بحق أطفال اليمن تزداد وحشيةً، فيما لم يُتخذ أي موقف دولي رادع ضدهم، على الرغم من تورطهم في ممارسات وانتهاكات مُجَرَّمة في القانون الدولي..
وجاءت رسالة طارق صالح، في وقت حققت القوات المشتركة (حراس الجمهورية – العمالقة – التهامية) تقدماً كبيراً، وألحقت بالحوثيين هزيمةً نكراء، ووصلت إلى مناطق في زبيد وبيت الفقيه في الحديدة.