بن لزرق: مداد حبري سيظل محباً للزعيم صالح ويستحث البلاد أن يخرج فيها من ينقذها

في انتظار وطن
مقال لـ"فتحي بن لزرق"
سألني احدهم: وإلى متى يا فتحي ستظل تكتب عن الزعيم صالح؟
قلت هذا قلبي ومشاعري ولست أنا.
سألت قلبي.. إلى متى يا هذا ستظل تناجي الماضي؟
قال لي: حينما يصبح الحاضر لائقا بالامنيات محترما لكرامة الناس ملبيا للقمة العيش التي تنشدها الافواه الجائعة.
سألت قلمي ماذا عنك؟
قال: اما مداد حبري سيظل محبا لهذا الرجل حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
وأما أنا سأظل احن إلى هذا الرجل حتى تستعيد اليمن عافيتها ويخلف الله فينا رجلا يلم شملنا ويعيد هيبتنا.
وسأظل ابكيه حتى يأتي اليوم الذي اسافر فيه من عدن إلى صنعاء فلا اسلك طرقا فرعية ولا يسألني الواقفون على الطرقات من انا وما هي هويتي وانتمائي ولا تكون محافظتي تهمة واسمي تهمة ولقب جدي تهمة؟
وسأظل اكتب حتى لا أرى مواطنا كتب منشورا متسائلا عن موعد صرف الراتب، الراتب الذي اتى لعقود بلا موعد ولا تسول ولا انتظار.
ولاجائعا شكا مظلمته ولا مظلوما رفع صوته مناجيا: اللهم انني مظلوما فانتصر.. ولا منهوبا ولا مقهورا.
ولا مواطنا شكا حاجته على مواقع التواصل.
وسيقول أحدهم: وهل كنا في نعيم في عهد صالح؟ قطعا لا لكن ما بين وضعنا اليوم ووضعنا بالأمس ما بين المشرق والمغرب.
سيظل مداد حبري سائلا كاتبا عن الرجل حتى أرى وقد عادت الخدمات إلى كل بيت في اليمن، ولا أرى اطارا تالفا يحترق لان أهالي حي ما بلا ماء ولا كهرباء.
وعاد كل مهاجر يمني قسرا إلى بلاده واستقر في منزله وترك باب بيته مفتوحا لا يخشى أحدا.
اليوم الذي سأرى فيه لهذه البلاد رئيسا ورئيس حكومة ووزراء لا يغادرون عتباتها.
اليوم الذي لن أرى فيه اجنبيا متحكما بشئون بلدي سأكسر قلمي وسأرميه.
سأقول لحظتها: وداعا صالح..
أحلامي بسيطة لكي اكف عن ذلك.
اريد ان اخرج إلى الشوارع فلا أرى نقاطا ولا مسلحين ولا ناهبين ولا اقتتالا ولا عنصرية ولا لفتات ضخمة لمن قتلوا...
اشتقت لسيارة النجدة بالقرب من فندق "عدن" وجنديها الذي يغالب النعاس داخل سيارته.
اشتقت لقلعة القاهرة بتعز واضواء المدينة التي ترى من اعلى المدينة المنطفئة منذ 6 سنوات.
أريد ان اسافر عبر مطار صنعاء، السادة المغادرون على متن طيران الخطوط الجوية اليمنية في رحلتها المغادرة عليكم التوجه إلى قاعة المغادرة رقم (3).
صدى هذا الصوت اشتاقت له قلوبنا..
اشتقت للجيش اليمني بلونه الواحد وقياداته الواحدة واطقمه بلوحات ارقامهم الجيش.
هذه ليست امانيي انا فقط..
هذه امنيات ثلاثين مليون يمني الا قليل..
والقليل هذا الذي استفاد ولم يفد وحده من سيلعن ويشتم ويسب.
الناس التي اشتاقت للدولة في الوطن الذي بات لديه 4 رؤساء لدول لا وجود لها.
الناس التي اشتاقت للجيش الذي فيه الف والف ميلشيا.
الناس التي اشتاقت زمنا لا يوصدون فيه أبواب بيوتهم خوفا من سؤال الجيران حاجتهم.
والوطن الذي صار نصف الشعب جنود شرطة بلا أمن.
وصار نصفه الاخر ميلشيات تقتل بعضها.
الوطن الذي انقسم ما بين طائفي يريد ان يستعبدك ومناطقي يريد ان يحكمك.
وجيش بلا وطن.
ووزير بلا وزارة.
واعمدة نور بلا إضاءة.
وطرقات بلا ارصفة.
الوطن الذي تساوت أيامه ولياليه مستقبله وحاضره وحن فيه البسطاء للماضي رغم ادراكهم العميق ان الماضي لايعود.
الوطن الذي يقلب فيه البسطاء دفتر الذكريات ويهربون من واقع الحال وصفحاته.
الصفحات التي لُطخت بالدم والضغينة والكراهية.
الماضي الأفضل حالا صار أمنية.
والاماني لا تتحقق في الغالب وما مضى منها لا يعود.
ليت ما نعيشه اليوم مجرد حلم نصحو منه فلا نجد ثورة قامت ولا انقلابا وقع ولا حربا اندلعت.
لذلك سنظل نكتب عن "صالح" نستحث هذه البلاد ان يخرج فيها من ينقذها.
من يأخذ بيدها..
من يزرع بصيص الأمل في القلوب المتعبة.
ويشعل النور في عتمة الأعين المنطفئة التي غادرها الضوء.
للشفاه التي غادرتها البسمة.
من سيقول للناس: انهضوا من كبوتكم وعودوا دياركم ووطنكم ولا تغادروا.
وإلى ذلك سنظل في انتظار الحلم..
حلم انتظار وطن..

فتحي بن لزرق
5مارس 2021