الضالع.. مسلحون قبليون أفشلوا اتفاقاً واقتحموا اجتماعاً يترأسه محافظ الحوثيين (وثيقة)

داهم مسلحون قبليون على متن ثلاث سيارات، يوم الاثنين 31 يناير 2022، اجتماعاً في مبنى المجلس المحلي بمديرية دمت، التي تتخذ منها مليشيا الحوثي مركزا لمحافظة الضالع (جنوبي اليمن)، يترأسه المحافظ وبحضور مدير امن المحافظة.

مصادر مطلعة أفادت وكالة "خبر" بقيام مسلحين قبليين من "آل محمود" بمداهمة اجتماع يترأسه محافظ محافظة الضالع المعيّن من مليشيا الحوثي عبداللطيف الشغدري، ومدير أمن المحافظة وقيادة السلطة المحلية بمديرية دمت.

وأوضحت أن المسلحين الذين يقودهم محمود احمد عبده محمود، حاصروا مبنى المجلس المحلي بمدينة دمت، قبل مداهمته، واعتدوا على الموظف عبدالوهاب محمد الحدي، أمام المجتمعين.

وأرجعت المصادر عملية المداهمة إلى خلافات قبلية بين "آل محمود" و"آل الحدي"، تعود لأكثر من عامين على أراض.

المصادر اعتبرت مداهمة مسلحي "آل محمود" بايعاز من مدير امن المحافظة والمحافظ الشغدري، سيما والاخير عينته المليشيا مؤخرا خلفا للمحافظ الاسبق الشيخ محمد صالح الحدي، الذي اعتبرته المليشيا من حلفاء جناح "آل الغرباني" الذي يتعارض مع مشاريع جناح صعدة الذي يمثله المشرف على المحافظة أبو أحمد حطبة.

وقالت المصادر، إن مداهمة عشرات المسلحين لمبنى السلطة المحلية لحظة اجتماع كبار قيادات السلطة المحلية بالمحافظة والاعتداء على موظف دولة لا يحمل أي مبررات سوى الموافقة المسبقة.

ويوم الأربعاء الماضي اندلعت مواجهات مسلحة بين القبيلتين، تجددت الجمعة، راح ضحيتها 5 أشخاص أربعة منهم من "آل محمود" وشخص من "آل الحدي"، على تدمير منزلين للأخيرة إثر قصفهما بقذائف (RBG).

ويوم السبت 29 يناير 2022م، نزلت لجنة وساطة تضم عددا من المشايخ القبليين، إلى مشايخ القبيلتين ووقعوا اتفاقاً بين القبيلتين، حصلت "خبر" على نسخة منه.

وتضمن الاتفاق، "إيقاف الطرفين إطلاق النار دون قيد او شرط، وعدم استقدام عناصر مسلحة من قبائلهما القاطنين بالقرى المجاورة"، في عزلة عمار بمديرية دمت، "ومتابعة قضية الخلاف عبر مشايخ القبيلتين ولجنة الوساطة بعيدا عن أي تدخلات او تصعيد من أبناء القبيلتين".

وبحسب المصادر، فشل الاتفاق في أيامه  الأولى مع مداهمة مبنى السلطة المحلية، وهو ما اعتبرته لجنة الوساطة خرقا للاتفاق، محملة المحافظ ومدير الأمن كامل المسؤولية.

وطالب مشايخ من بين لجنة الوساطة، جماعة الحوثي التي تسيطر على المديرية خروجها من حيز الصمت الذي أصبح محل شكوك بتأجيج النزاع بين القبيلتين، وهي نفس الاتهامات التي وجهها مشايخ قبليون بالمنطقة في وقت سابق، لقيادات الحوثي، معتبرين ذلك قبولا باستمرار الصراعات القبلية لتفكيك ما تبقى من النسيج الاجتماعي بين اليمنيين.