الحوثيون يواصلون حملات التجريف الثقافي ويغلقون مكتبة شهيرة بصنعاء عمرها 4 عقود

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملاتها الإجرامية بإغلاق البيوت الثقافية في عموم المناطق الخاضعة لسيطرتها ضمن حربها الثقافية والفكرية التي تشنها المؤسسات الثقافية، مستغلة إحكام قبضتها على السلطة القضائية.

وأمرت محكمة تخضع لمليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، بإغلاق مكتبة "أبي ذر الغفاري" في العاصمة صنعاء، التي يمتد تاريخها إلى نحو 40 عاماً، وتعد من أشهر المكتبات في اليمن.

ولضمان تنفيذ مخطط الإغلاق، استهدفت المليشيا الحوثية المكتبة الواقعة في شارع حدة، باختلاق نزاع بشأنها منذ 3 سنوات، تسبب بإرهاق مالكها اقتصاديا في ظل الحرب التي تشهدها البلاد وعزوف مئات المثقفين والأدباء والسياسيين عن ارتياد مثل هكذا أماكن.

وتسببت الأزمة التي تعاني منها المكتبة جراء النزاع المفتعل حوثيا، بعجز اقتصادي حال دون سداد الإيجارات ما حدا بها إصدار أمر ببيع محتوى المكتبة وإغلاقها نهائيا.

وتعد مكتبة "أبي ذر الغفاري، واحدة من اشهر مكتبات التزود الثقافي، حيث وفرت طيلة العقود الأربعة كتبا سياسية وثقافية وفكرية ودينية وبعدة لغات ومن مختلف الثقافات.

ولأن مليشيا الحوثي تخشى جيلا متسلحا بالثقافات المتعددة والعلم، يتعارض مع ثقافتها العقائدية وفكرها المتطرف، لجأت إلى إغلاقها ضمن مجموعة أخرى في مراحل متفاوتة.

وادراكا من المليشيا أن الجيل المثقف كفيل باطاحة مشروعها الظلامي استهدفت منذ وقت مبكر قطاع الثقافة الحكومي الخاص، حيث علّقت في نوفمبر 2020 الدراسة في اهم سبعة أقسام علمية وادبية بجامعة صنعاء.

وأكدت مصادر أكاديمية أن المليشيا علقت الدراسة في سبعة أقسام، بمزاعم أنها “غير مربحة”، وهي قسم اللغة الفرنسية، واللغة العربية، والتاريخ والعلاقات الدولية، وقسم الجغرافيا، والفلسفة، وقسم الآثار والسياحة، وقسم المكتبات وعلم المعلومات.

وتجاهلت المليشيا مكانة جامعة صنعاء، ليس لانها تجهل أن هذه الجامعة تمثل الرقم (1) في البلاد، بقدر خشيتها من سقوطها بهذا السلاح.

وفي فبرابر 2019م، صادرت مليشيا الحوثي امهات الكتب والمخطوطات من مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، واحرقتها بعد ان استبدلت رفوفها بكتب عن شقيق زعيم المليشيا، الصريع حسين الحوثي.

وواصلت المليشيا حملات التجريف والطمس الفكري، لتنفذ سلسلة جرائم شهد ديسمبر 2020 أبرزها، حين قامت بمصادرة مكتبة جامع "السنّة" في مدينة حجة (شمالي البلاد)، وأحرقت الكتب الموجودة بالمكتبة التي يديرها الدكتور يحيى الأسدي.

وأوضحت مصادر مؤكدة أن هذه المكتبة تحتوي على عدد كبير من أمهات الكتب في التفسير والحديث والفقه ومختلف المجالات الفكرية والثقافية.

وفي نوفمبر 2021 أحرقت المليشيا مكتبة مسجد عبدالله بن مسعود في مديرية عسيلان، بمحافظة شبوة (جنوب شرقي البلاد)، عقب سيطرتها على عدد من مديريات المحافظة قبل دحرها منها كليا مطلع العام الجاري.

وفي الشهر نفسه، قالت منظمة حماية "HOCO" إن شهود عيان بمحافظة مأرب (شمال شرقي البلاد) أكدوا لها حرق المليشيا الحوثية مكتبة دينية تتعارض مع معتقداتها الطائفية، وتتبع أحد دور العبادة في قرية "نجاء" بمديرية الجوبة.

ووثقت مصادر حقوقية متعددة مداهمة وإحراق عشرات المكتبات في البلاد، مختلقة ذرائع عدة للنيل منها، سيما بعد استكمال سيطرتها العسكرية والأمنية في تلك المناطق.