صنعاء.. مسؤول حوثي كبير يشتري أرضية بقيمة تقارب نصف مليار ريال "وثيقة"

كشفت وثيقة رسمية صادرة من وزارة العدل في حكومة صنعاء، غير المعترف بها، عن شراء مسؤول بارز من قيادات الصف الأول الحوثية أرضية بلغت مساحتها (21) لبنة، وبقيمة تقارب نحو نصف مليار ريال.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستولي قيادات المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً، على جميع المؤسسات الحكومية، وحتى الخاصة أيضاً، بعد أن فرضت قياداتها على رأس تلك المؤسسات.

وبحسب وثيقة البيع الصادرة من وزارة العدل، وتحمل رقم (343681) وتاريخ 21 نوفمبر 2012م، اشترى هاشم محمد هاشم الشامي، رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني ورئيس مؤسسة الكهرباء في حكومة صنعاء الخاضعة للحوثيين، أرضية بمساحة 21 لبنة عشاري حر في منطقة "وعر البل" بأوطان ومحاريث عطان في العاصمة المختطفة صنعاء.

وأكدت الوثيقة أن قيمة اللبنة الواحدة (17) مليون ريال، وبإجمالي (357) مليون ريال، واستلم البائع المبلغ نقدا، وتم دفع القيمة بالريال السعودي والتي بلغت -وفقا للوثيقة نفسها- 2 مليون و259494 ريال سعودي.

وتعد هذا الوثيقة من آلاف الوثائق، إلا أنها الوحيدة التي سُربت، ومع ذلك بيّنت حالة الثراء الذي بلغته قيادات المليشيا، وجنت امواله من إيرادات الدولة والجبايات والعمولات، لا سيما بعد أن أصبحت الحاكم الأوحد في كامل المناطق الخاضعة لسيطرتها، على اعتبار أن الحكم والثروة استحقاق إلهي لسلالتها دون سواها.

وعقب انقلاب مليشيا الحوثي على النظام الجمهوري في اليمن، في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، قامت المليشيا بعزل جميع من ينحدرون من غير سلالتها، واستبدلتهم بآخرين من قياداتها، وسخرت المناصب والموارد لصالحها، حد اصابتها بتخمة الثراء الفاحش والسريع في بضع سنوات.

وذكرت مصادر مطلعة، أنه عند تعيين القيادي الشامي في مصلحة الضرائب استطاع تكوين ثروة مالية كبيرة خاصة به بلغت نحو ملياري ريال، استطاع جمعها من هدايا حصل عليها من تحت طاولة المفاوضات مع الشركات ورجال الأعمال وغيرهم، بالإضافة إلى نهب مبالغ من إيرادات المصلحة تحت بنود احتيالية عديدة.

ولفتت إلى أن الشامي يعتبر الذراع اليمنى للقيادي أحمد حامد (مدير مكتب رئيس المجلس السياسي للمليشيا)، وأحد أبرز قيادات الصف الأول المنحدرة من محافظة صعدة (معقل زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي).

ويعد الشامي أحد أبرز القيادات التي استخدمها القيادي "حامد" في فرض وجمع الجبايات لصالح المليشيا، والتي بدورها كافأته بتعيينه في ممثلين اثنين دفعة واحدة، هما: رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، ورئيس مؤسسة الكهرباء بحكومة صنعاء.