أوكرانيا: التنازل عن أراضٍ مقابل عضوية الناتو "فكرة سخيفة"

وصف مسؤول أوكراني، فكرة تنازل بلاده عن أي جزء من أراضيها لصالح روسيا مقابل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بأنها فكرة "سخيفة"، بعد نحو 18 شهراً من الحرب، التي أدت إلى مقتل أكثر من 10 آلاف مدني أوكراني، بحسب إحصائية للأمم المتحدة.

ووصف ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية، على منصة إكس، فكرة تنازل بلاده عن أراض مقابل الانضمام إلى الناتو بأنها "سخيفة".

وقال بودولياك إن تبادل الأراضي مقابل العضوية يعني "اختيار هزيمة الديمقراطية، وتشجيع مجرم عالمي، والحفاظ على النظام الروسي، وتدمير القانون الدولي، ونقل الحرب إلى الأجيال الأخرى".

وأوضح أن أي شيء آخر غير "هزيمة ساحقة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيؤدي إلى فتح "شهية روسيا للمزيد"، وفقاً لما نقلته صحيفة "كييف إندبندنت".

وفي حين أن أوكرانيا لم تتلق دعوة للانضمام إلى الناتو في قمة فيلنيوس في يوليو (تموز)، وافقت مجموعة السبع رسمياً على التزامات أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا.

جاء ذلك رداً على اقتراح ستيان ينسن، كبير موظفي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بأن تتنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا، مقابل عضوية الناتو من أجل إنهاء الحرب، حسبما ذكرت صحيفة "في جي" النرويجية، يوم الثلاثاء.

وقال ينسن خلال نقاش في مدينة أريندال النرويجية: "أعتقد أن الحل يمكن أن يتمثل في تخلى أوكرانيا عن أراض، وتحصل على عضوية الناتو في المقابل"، معتبراً أنه ليس سوى أحد الحلول الممكنة.
ومع ذلك، قال إنه "يجب أن يكون الأمر متروكاً لأوكرانيا، لتقرر متى وبأي شروط يريدون التفاوض".

ووفقاً لينسن، فإن النقاش حول وضع أوكرانيا بعد الحرب جار بالفعل، وتثير دول أخرى بالفعل مسألة تنازل كييف عن أراض لروسيا.

وفي السياق، كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في تقرير جديد صدر الثلاثاء، أنه تم تسجيل مقتل ما يقرب من 10 آلاف مدني في أوكرانيا منذ بداية الحرب.

وأكد التقرير مقتل 9444 مدنياً وإصابة 16 ألفاً و 940 شخصاً منذ أن شنت روسيا غزواً واسع النطاق على جارتها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كما قتل ما إجماليه 500 طفل.

ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وأشارت المفوضية إلى أن الإحصاء ليس كاملاً لأن البيانات غير متوفرة من العديد من المناطق.

وينطبق هذا بشكل خاص على مدن مثل ماريوبول وليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد فترة طويلة من القتال العنيف ، مما يجعل الحصول على البيانات أصعب.وفي كييف أيضاً، هناك مخاوف من أن يكون هناك الآلاف أو عشرات الآلاف من الأوكرانيين قد قتلوا أكثر مما هو مسجل رسمياً.

ويظهر تقرير الأمم المتحدة أن هناك المزيد من المدنيين قتلوا في الأشهر الأولى من الحرب. وفي ربيع وصيف عام 2023، قتل ما بين 170 و 180 مدنياً كل شهر.

وفي مواجهة تقدم القوات الروسية في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا، نقل الجيش الأوكراني قوات احتياط إلى كوبيانسك في منطقة خاركيف، التي حررها الأوكرانيون العام الماضي.