تحليل يرصد آثار مقتل زعيم فاغنر داخل روسيا وخارجها

رجحت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن يؤدي مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين إلى تعزيز سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه في الوقت ذاته قد يتسبب في تقويض فكرة أن روسيا تعمل "كدولة طبيعية".

وقالت المجلة في تقرير نشر، الخميس، تناولت فيه تأثيرات غياب بريغوجين عن المشهد سواء داخل روسيا أو خارجها، إن من المرجح أن يكون له تأثير ضئيل على الخطوط الأمامية في أوكرانيا. 

وتنقل المجلة عن الملحق العسكري البريطاني السابق في موسكو جون فورمان القول إن رئيس الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، الذي كان بريغوجين يهاجمه بشكل روتيني، "جلب بعض النظام إلى الفوضى العسكرية التي حدثت العام الماضي داخل القوات الروسية". 

ويضيف أن الجانب الروسي استغنى مؤخرا عن قوات فاغنر في الخطوط الأمامية ولم يكن لها أي تأثير منذ قيام أوكرانيا بشن هجومها المضاد.

وفيما يتعلق بأفريقيا حيث تنشط قوات فاغنر بقوة هناك، تشير المجلة إلى أن تأثير غياب بريغوجين ليس واضحا حتى الآن، لافتا إلى أن القادة الأفارقة لن يهتموا كثيرا فيما إذا كانت القوات الروسية التي تدعمهم تابعة لبريغوجين أو موظف آخر في الكرملين.

الصحيفة تبين أن التأثير الأكبر لمقتل بريغوجين سيكون داخل روسيا، خاصة إذا تأكد أن طائرته أسقطت بناء على أوامر بوتين.

وترى الصحيفة أن هذا الأمر سيعزز صورة بوتين كرجل قوي ذو طابع انتقامي مستعد لتجاوز القانون من أجل الوصول لأهدافه واغتيال كل من يقف في طريقه من اجل إخافة المعارضين المحتملين.

ومع ذلك، يلفت التقرير إلى أن هذه الأساليب تقوض أيضا فكرة أن روسيا دولة نظامية وأنها أشبه ما تكون بـ"مافيا تحركها أهواء شخصية وثأر دموي".

وربما يساعد مقتل بريغوجين على تعزيز سلطة بوتين، إلا أنه قد يسهم أيضا في تحسين صورة زعيم فاغنر باعتباره رجلا وطنيا يقول الحقيقة، وفقا للمجلة.

وتقول إنه كذلك قد يؤدي لزعزعة استقرار الدائرة الانتخابية المؤيدة للحرب من خلال إغضاب أتباع بريغوجين والمعجبين بتصرفاته.

وحذرت مجموعة "غراي زون" الموالية لفاغنر على موقع تليغرام من أن "اغتيال بريغوجين سيكون له عواقب كارثية"، مشددة أن "الأشخاص الذين أصدروا الأمر لا يفهمون الحالة المزاجية داخل الجيش الروسي".

وتنقل المجلة عن مصدر كبير في المخابرات الأوكرانية القول إن العديد من الشخصيات في روسيا كانت غاضبة بما يكفي لرغبتها في قتل بريغوجين، بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو، إلا أن أي عملية بهذا الصدد لم يكن لتتم من دون موافقة بوتين نفسه.

وكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز توقع الشهر الماضي أن يقدم بوتين على الانتقام من بريغوجين بعد تمرده الفاشل على الكرملين نهاية يونيو الماضي.

كذلك كشف رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف في يونيو الماضي أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي كلف باغتيال بريغوجين.

ورغم مرور يوم على تحطّم طائرة خاصة كان اسم بريغوجين على قائمة ركابها بين موسكو وسان بطرسبرغ، لم تؤكد موسكو بعد مقتل قائد المجموعة المسلحة، وإن رجحت مقتل جميع ركاب الطائرة العشرة وفتحت تحقيقا جنائيا بشأن انتهاكات مفترضة لقواعد الملاحة الجوية.

ولم يتحدث بوتين علنا عن تحطم الطائرة، علما بأنه واجه في يونيو أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمردا مسلحا.

وأشارت بعض قنوات تليغرام المرتبطة بفاغنر بداية إلى أن قوات الدفاع الروسية أسقطت الطائرة، في يوم كانت كييف تشن هجمات إضافية بالمسيّرات.