لقاء مرتقب بين بوتين وكيم.. وموسكو تبحث "تدريبات عسكرية" مع بيونج يانج

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر أميركية وغربية، الاثنين، إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، يعتزم السفر إلى روسيا في سبتمبر الجاري للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، فيما تبحث موسكو إجراء تدريبات عسكرية مع بيونج يانج.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن كيم سيسافر من بيونج يانج، على الأرجح بقطار مصفح، إلى فلاديفوستوك على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، ليجتمع هناك مع بوتين.

وقال مسؤولون أميركيون وغربيون إنه "من المحتمل أن يوافق كيم على إرسال قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات إلى موسكو، يرجح أنه سيتم استخدامها في أوكرانيا، وفي المقابل ستزود روسيا، كوريا الشمالية بتكنولوجيا متقدمة للأقمار الصناعية والغواصات النووية". كما يسعى كيم أيضاً لـ"الحصول على مساعدات غذائية لبلده الفقير".

ووفقاً للمسؤولين، فإن بوتين وكيم سيلتقيان في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك، لحضور فعاليات المنتدى الاقتصادي الشرقي الذي من المقرر أن يستمر من 10 إلى 13 سبتمبر، إلى جانب زيارة الرصيف البحري 33، حيث ترسو السفن البحرية من الأسطول الروسي في المحيط الهادئ.

وقال مسؤول لـ"نيويورك تايمز"، إن إحدى المحطات المحتملة لكيم بعد فلاديفوستوك هي قاعدة "فوستوشني" الفضائية، وهي مركز إطلاق فضائي، حيث تم إطلاق أول صاروخ منها في عام 2016، على بعد حوالي 950 ميلاً شمال فلاديفوستوك.

وفي أواخر أغسطس الماضي، سافر وفد من حوالي 20 مسؤولاً كورياً شمالياً، بينهم مسؤولون مشرفون على البروتوكولات الأمنية، بالقطار من بيونج يانج إلى فلاديفوستوك، ثم سافروا جواً إلى موسكو، في إشارة إلى أن كوريا الشمالية كانت جادة بشأن زيارة كيم.

وزار كيم روسيا لأول مرة في عام 2019، عندما وصل إلى فلاديفوستوك على متن قطاره الأخضر المدرع للقاء بوتين.

تدريبات عسكرية

وعلى صعيد التعاون بين البلدين، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الاثنين، إن موسكو تناقش إجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الشمالية، وذلك في الوقت الذي عبرت فيه الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن شويجو قوله: "لماذا لا؟، هؤلاء جيراننا.. هناك مثل روسي قديم يقول: أنت لا تختار جيرانك، ومن الأفضل أن تعيش مع جيرانك في سلام ووئام".

وعند سؤاله عن إمكان إجراء مناورات مشتركة بين البلدين، قال شويجو إنه أمر يخضع للمناقشة "بالطبع".

وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، نقلاً عن جهاز المخابرات الكوري الجنوبي، أن شويجو اقترح على كيم جونج أون، أن يجري بلداهما إضافة إلى الصين تدريبات بحرية.

وزار شويجو، بيونج يانج بمناسبة الذكرى السبعين لنهاية الحرب الكورية في يوليو واجتمع مع كيم.

تعزيز التعاون الاستراتيجي

وفي يونيو الماضي، تعهد زعيم كوريا الشمالية "بوضع يده في يد" الرئيس الروسي، وتعزيز التعاون الاستراتيجي لتحقيق هدفهما المشترك المتمثل في بناء دولة قوية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.

وجاء ذلك في رسالة إلى بوتين حينذاك، بمناسبة العيد الوطني لروسيا، دافع كيم فيها عن قرار غزو أوكرانيا وأبدى "الدعم والتضامن الكاملين".

وقال كيم في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية "العدالة ستنتصر بالتأكيد وسيواصل الشعب الروسي إضافة المجد إلى تاريخ الانتصار".

ودعا كيم إلى "تعاون استراتيجي أوثق" مع موسكو " تماشياً مع الرغبة المشتركة لشعبي البلدين لتحقيق الهدف الكبير المتمثل في بناء دولة قوية".

وسعت كوريا الشمالية إلى إقامة علاقات أوثق مع الكرملين ودعمت موسكو بعد غزوها أوكرانيا العام الماضي.