26 سبتمبر.. ثورة خالدة استنشق بها اليمنيون عبير الحرية
استنشق اليمنيون بثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة 1962م عبير الحرية، وتنفسوا نسائمها، بتوحد الصف والقضاء على الإمامة الكهنوتية التي كانت قد طغت في البلاد ومارست بحق الشعب اليمني كل أساليب التنكيل.
الثورة اليمنية 26 سبتمبر، أخرجت الشعب من ظلم العبودية والجهل والتخلف إلى النور عبر مراحل من النضال والانتصارات العظيمة التي حققها شعبنا اليمني اقتصاصاً من ظلم النظام الإمامي الكهنوتي البائد وجور الحكم البغيض آنذاك، ليتم الإعلان عن نجاح الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر التي يحاول أحفاد تلك الإمامة طمسها، كونها الثورة التي قضت على أجدادهم الكهنة.
الحركة الثورية التي انطلقت لمواجهة الحكم الإمامي الرجعي إبان ثورة 26 سبتمبر الخالدة 1962م، وبقيادة مجموعة من أحرار الثورة، قامت ضد غطرسة الإمامة وظلمها السائد في المحافظات اليمنية، وقد لاقت الانتفاضة الثورية ترحيباً شعبياً واسعاً ليتم إسنادها من قبل الشعب.
أعلن أحرار اليمن بدء انطلاق الثورة الشعبية ضد حكم الإمامة الكهنوتي، وبدأ الثوار طريق النضال والكفاح، واجهوا جنود الإمامة رغم قلة عددهم، وقوة خصمهم الذي يمتلك ترسانة أسلحة كبيرة، لينضم العشرات من الأحرار يوماً بعد آخر إلى الثورة العربية.
حظيت القوات الملكية بدعم مباشر من الأردن والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، التي زودت الملكية بأسلحة عسكرية، فيما قدمت بريطانيا دعمًا سريًا، بينما كان الجمهوريون مدعومين من مصر، بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
لم يكن أمام أئمة الكهنوت إلا الهروب بأزياء نسائية، وتنقلوا من منطقة إلى أخرى، سبق ذلك قيام الأمير سيف الإسلام رئيس وزراء القوات الملكية، شقيق الإمام محمد البدر، بالهروب عندما شعر بوجود تحركات غريبة، حيث لجأ إلى جبال الهيشوع شرق مدينة صعدة، مدركاً أن الثوار لن يتركوه على قيد الحياة، وكان برفقته عشرات العناصر التابعة للقوات الملكية الكهنوتية.
كان هناك العديد من الثوار الأحرار، لا نستطيع حصرهم، ممن خاضوا معارك الثورة، نتيجة الظلم والاستبداد الكهنوتي العنصري المتخلف الذي كان يمارس ضدهم، ونتيجة التمييز العنصري، وقد تحقق ذلك ليكون أول هدف ثوري من أهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة، وهو التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وهذا ما لا تريده جماعة الحاضر الكهنوتية فقامت بحذف النصف الأخير من هذا الهدف.
سعت الثورة إلى بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها، وحاول كل من قاد الدولة لتحقيق هذا الهدف، إلا أنه تم تحقيقه بشكل صحيح في فترة ولاية الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي كان له الدور الأبرز في إخراج البلاد من ويلات الحروب، وطيلة فترة حكمه كان الجيش في المرتبة الرابعة عربياً ضمن أقوى الجيوش العربية، حتى أتت نكبة العام 2011م التي هيكلته ومكنت الجماعات المسلحة من السيطرة على كل المؤسسات العسكرية.
وكل أهداف الثورة اليمنية ترسخت في ذاكرة اليمنيين وتخلدت في ذاكرة الشعوب ووحدهم صانعوها يبقون يسكنون الحكايات وتسافر أسماؤهم عبر الأجيال والأزمنة ويخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته، ومع ذلك فإن تلك الأهداف تحققت في البلاد بعد توقف الصراعات والحروب والتي نجح الرئيس علي عبدالله صالح في إخمادها والانتقال باليمن إلى نهضة تعليمية واقتصادية واجتماعية وسياسية، وحقق الوحدة اليمنية المباركة، وأسس الديمقراطية ليكون مؤسس الديمقراطية الأول في اليمن.
أرادت الجماعة الحوثية، أحفاد الإمامة، النيل من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، وحاولت طمس معالمها وأهدافها، وجاءت بنكبة أخرى حلت على اليمن، هي نكبة 21 سبتمبر، لكنها لم تنجح في ذلك، نتيجة الرفض الشعبي الواسع لفكرها ونهجها المتطرف، لأن الآباء أوصلوا إلى عقول الأجيال المتعاقبة ما عانت منه اليمن خلال فترة حكم الإمامة الكهنوتية وكيف قامت الثورة وكم قدم الأحرار من تضحيات لأجل الحرية.