نهاية مزرية..!!

حالما تشق أول الطريق ربما تجد الأمر ممكنا، طالما أنت ما زلت في أوج الشباب تتدفق قوة وفتوة، والناس تحسن الظن فيك فتآزرك من كل حدب وصوب، وأهدافك المعلنة جاذبة، والناس ترى فيك ملاذا وخلاصا لها من ضيق وشدة.

تجد الطريق أمامك سالكة مهدها سالك قبلك، وربما تجدها أقل كلفة مما ظننت، فيما الحظوظ لكثرتها تظنها قد باتت تحالفك، وتصل بك إلى شأن وتمكين، دون أن تعلم أنك حجر الزاوية في مخطط أكبر، وترى الأمر قد توافق مع هواك، ولكنه في الحقيقة؛ مصيدة وطن كبير، وكنت فيه الرصاصة الثانية.

وفي مرحلة ثالثة، تكون العودة مستصعبة، والدم غزيرا وسيالا، فتستمر راكضا بإنهاك وكلفة، ثم يدركك انكشاف مهول بعد تمكين، وفشل عريض وفساد ثقيل، وخراب عرمرم؛ وبعد كلفة باهظة تكتشف أنك قد وقعت في المصيدة، وقد أغلقت عليك أبوابها.

تكتشف أنك ضحية مثل أخوتك، وقعت في مصيدة تشتد ضيفا، فتعلنها مملكة، برصاصة ثالثة تصيب الوطن وتمزقه، في مكين ومقتل.

وما كنت تظنه قدرا يحالفك، وحظوظا تسبقك إلى مبتغاك، وتفتح لك أبوابها، تكتشف أنه مخطط وقعت في شراكه، وكنت واحدا من سواك ينفذه، ويأتي الختام غير مسك، وتأتي النهاية مزرية..

هذا ما رأيته وما زلت أراه.. اصرخ بصوتي وروحي حتى بح وتلاشى إلى بدد، ولم يبق منه إلا غصة وحشرجة معها أموت، ولا من مجيب أو مستجيب، غير جلبة وضجيج.