غزيون يبحثون عن أبنائهم مع انتشال الجرافات جثثا دُفنت قرب مجمع ناصر الطبي

خان يونس (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – ظلت ريم زيدان تبحث عن ابنها طيلة أشهر لتعثر أخيرا الأربعاء على جثته عندما انتشلت جرافة رفات من حفرة خارج مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت الأم الفلسطينية الثكلى لوكالة فرانس برس "قالوا لي ابتعدي من هنا، فقلت لهم ابني في الجرافة... قلب الأم هو من دلني أنه نبيل" الذي توفي عن 22 عاما.

مع تراجع حدة القتال في خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة التي نفذت فيها عمليات قصف مكثفة وشهدت معارك، بدأ العاملون الصحيون بانتشال جثث دُفنت بجوار مجمع ناصر الطبي، وهو أكبر مستشفى في جنوب قطاع غزة.

وقالت الأم "لم أره منذ ثلاثة أشهر، واليوم وجدته"، مضيفة أنه "استُشهد" بشظايا إثر غارة جوية إسرائيلية.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة الثلاثاء إن أفراده عثروا على ما يقرب من 340 جثة على مدى عدة أيام لأشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في المجمع الطبي.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "فوجئنا بأن هناك مقابر جماعية داخل مجمع ناصر الطبي أقامها الاحتلال الإسرائيلي".

ونفى الجيش الإسرائيلي قيام قواته بحفر هذه المقابر.

وقال بعض الأهالي لوكالة فرانس برس إن الجثث التي تم انتشالها دفنها أقارب القتلى والمتوفين.

خلافا لريم زيدان، لم يعثر آخرون ذهبوا إلى مجمع ناصر على جثث أقاربهم. وقالت صونيا أبو رجيلة (52 عاماً) وهي من خان يونس، إن ابنها حازم البالغ من العمر 29 عاماً دفنه أصدقاؤه بالقرب من المستشفى، لكنها لم تتمكن هي واخوته من العثور عليه.

وقالت لوكالة فرانس برس "الآن أنتظر الجثث التي يتم انتشالها على أمل التعرف على جثمانه".

وقالت الأم إنها تبحث علها ترى القميص البيج والسروال الرمادي اللذين كان يرتديهما في المرة الأخيرة التي رأته فيها.

تزايدت الدعوات لإجراء تحقيق دولي في الوفيات التي وقعت في مجمع ناصر بما في ذلك من الولايات المتحدة ومنظمة العفو الدولية.

وطالب البيت الأبيض الأربعاء إسرائيل بإجابات بعد العثور على مقابر جماعية في مجمع ناصر ومجمع الشفاء الذي حاصره الجيش وقصفه واقتحمه في مدينة غزة.

وقال جايك ساليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، "نريد إجابات... نريد أن يتم إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الأمر".

وقالت مديرة السياسات في منظمة العفو الدولية إريكا جيفارا في بيان "بدون تحقيقات مناسبة لتحديد كيف حدثت هذه الوفيات أو ما هي الانتهاكات التي ربما تكون قد ارتكبت، قد لا نعرف أبدًا حقيقة الفظائع الكامنة وراء هذه المقابر الجماعية".

قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الأربعاء إن الاتهامات الموجهة للجيش بدفن جثث فلسطينيين "لا أساس لها من الصحة وكاذبة"، من دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى ما قالته سلطات القطاع الذي تديره حماس بأن القوات الإسرائيلية كانت وراء عمليات القتل.

وأقر بأن القوات الإسرائيلية قامت بفحص الجثث المدفونة في المجمع أثناء بحثها عن الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال منسر إن "الجثث التي تم فحصها والتي لا تعود للرهائن الإسرائيليين أعيدت إلى مكانها".

وكتب المتحدث باسم الجيش الرائد نداف شوشاني على منصة إكس "يتم تداول معلومات خاطئة بشأن مقبرة جماعية تم اكتشافها في مستشفى ناصر بخان يونس. المقبرة المعنية حفرها سكان غزة قبل بضعة أشهر".

خُطف نحو 250 رهينة ونقلوا إلى غزة خلال الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأدى إلى اندلاع الحرب المدمرة.

وأدى الهجوم على جنوب إسرائيل إلى مقتل 1170 شخصا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن 129 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأدى الهجوم الإسرائيلي الانتقامي ضد حماس في القطاع المحاصر إلى مقتل 34262 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

واندلع قتال عنيف في منتصف شباط/فبراير في المنطقة المحيطة بمستشفى ناصر الذي حاصرته الدبابات والمدرعات الإسرائيلية في 26 آذار/مارس.

وقالت نوال الزقزوق (60 عاما) لوكالة فرانس برس إنها تأتي يوميا إلى المستشفى بحثا عن ابنها علاء العتال الذي قتل في الأول من كانون الثاني/يناير.

واضافت أن ابنها توفي جراء النزيف بعد أن أطلق عليه قناص النار، ودفنه شقيقه في المستشفى.

وأضافت "قلنا عندما تهدأ الأمور وتعلن هدنة، سنبحث عنه وننتشله لندفنه في مقبرة يافا. لكننا لم نجد جثمانه حتى الآن".