اضطرابات وتحويل مسارات.. شركات الطيران تواجه تداعيات التصعيد في الشرق الأوسط

لندن (رويترز) – تشهد حركة السفر الجوي حالة من الفوضى نتجت عن التوتر المتزايد بمنطقة الشرق الأوسط حيث قامت شركات طيران عالمية بتحويل مسار رحلات لها وإلغاء أخرى يوم الأربعاء في وقت تُظهر فيه بيانات (فلايت رادار 24) تأخيرات طويلة في مطارات بالمنطقة، منها مطارات في لبنان وإسرائيل والكويت.

وأدى القلق إزاء تعطل حركة السفر الجوي مع تصاعد الصراع إلى انخفاض أسهم شركات السفر وشركات الطيران، إذ هبط سهم أكبر شركة سفر في أوروبا (تي.يو.آي) بأكثر من خمسة بالمئة خلال يوم الأربعاء، كما تراجع سهم لوفتهانزا 4.4 بالمئة.

وقال أندرو لوبنبرج، المحلل في باركليز “مع اندلاع الصراع في أوكرانيا، واندلاع الصراع بين إسرائيل وغزة العام الماضي، كان الطلب على السفر لجميع الأغراض في أوروبا يشهد تراجعا، ثم يهدأ التراجع بعد أسبوعين”.

وشنت إيران أكبر هجوم صاروخي لها على إسرائيل يوم الثلاثاء فيما قالت إنه رد على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد جماعة حزب الله المدعومة من طهران في لبنان، مما أثار تهديدا من إسرائيل بما وصفته بأنه سيكون “رد مؤلم”.

وبعد ظهر يوم الأربعاء شوهد رحلات جوية في المجال الجوي الإيراني بما في ذلك رحلات لشركتي فلاي دبي وويز إير، وفقا لبيانات فلايت رادار 24، وذلك بعد أن قالت إيران إن هجومها على إسرائيل انتهى.

ومع ذلك جرى تحويل أو إلغاء رحلات جوية في شتى أنحاء المنطقة في ظل غياب أي مؤشرات على الاستقرار، وحولت بعض شركات الطيران مسارات رحلاتها لتجنب مجالات جوية بعينها.

وقال متحدث باسم شركة الطيران البولندية (إل.أو.تي) “جميع الطائرات، وخاصة الرحلات المتجهة إلى الهند، تتجنب المجال الجوي الإيراني حتى إشعار آخر”.

وأصدرت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران إشعار معلومات يتعلق بمنطقة صراع يوم الأربعاء تنصح فيها شركات الطيران بتجنب المجال الجوي الإيراني “على جميع مستويات الطيران” وسط تزايد مخاوف من استهداف إسرائيل لإيران في هجمات انتقامية.

وكانت الوكالة أصدرت في نهاية سبتمبر أيلول إشعارين مماثلين نصحت فيهما بعدم استخدام المجال الجوي الإسرائيلي أو اللبناني “على جميع مستويات الطيران”.

وألغت شركات طيران عالمية رحلاتها إلى إسرائيل ولبنان بعد تصاعد الصراع، وأشار العديد منها إلى أن استئناف الرحلات لن يحدث قبل منتصف أكتوبر تشرين الأول على الأقل وفقا للوضع الأمني.

وقالت الخطوط الجوية البريطانية و(إير فرانس-كيه.إل.إم) إن قرار إلغاء رحلاتهما إلى مطار بن جوريون في تل أبيب سيكون حتى أوائل الأسبوع المقبل على الأقل، بما يشمل يوم الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

* التداعيات على المطارات

ظلت حركة الطائرات فوق مطارات إسطنبول والقاهرة وأنطاليا كثيفة في وقت واصلت فيه الرحلات تجنب أجزاء من المجال الجوي في الشرق الأوسط.

ووفقا لبيانات فلايت رادار 24 تأخرت جميع الرحلات المغادرة من مطار زايد الدولي بإمارة أبوظبي وتأخرت 56 بالمئة من الرحلات التي كان من المقرر أن تغادر مطار بن جوريون في تل أبيب.

وأُلغي 38 بالمئة من الرحلات القادمة إلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمان.

ومن المتوقع أن تشكل الاضطرابات الأخيرة ضربة جديدة لصناعة تواجه بالفعل مجموعة من القيود بسبب حرب بين إسرائيل وحماس وأخرى بين روسيا وأوكرانيا.